مقال

أحب الله اتبع سنة رسوله

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن من أحب الله اتبع سنة رسوله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 6 نوفمبر

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد إنه على الرغم من عظم مسؤولية الأبناء إلا أن الكثير منا قد فرط بها واستهان بأمرها، ولم يرعها حق رعايتها، فأضاعوا أبناءهم، وأهملوا تربيتهم، فهم لا يسألون عنهم، وإذا رأوا منهم تمردا أو انحرافا بدؤوا يتذمرون ويشكون من ذلك، وما علموا أنهم السبب الأول في ذلك التمرد والانحراف، متناسين أن الأدب غذاء النفوس وتربيتها للآخرة، فرسالة الوالدين رسالة عظيمة لو أحسنا تأديتها لفازا بخير الدارين بإذنه تعالى، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” هذا وقد يحسب بعض الناس أن جهل الوالدين بأصول التربية الصحيحة.

سبب سوء سياستهما ومعاملتهما لأطفالهما، غير أن الدراسات الحديثة بيَّنت أن النضج الانفعالي للوالدين من أهم العوامل في تنشئة الطفل، فالثقافة والعلم بشروط التربية السليمة لا تنفع الوالدين إن لم يكن لديهما قدر كاف من النضج الانفعالي الذي يعينهما على تحمل أعباء التربية، وتكاليف تبعاتها، وما تتطلبه من تضحية وإنكار للذات، مع حزم وحب يعطي ولا يأخذ، فماذا تنفع الثقافة ومعرفة أصول التربية مع انفعال حاد وشراسة في الطبع؟ وذلك لعدة أسباب منها أن الطفل في هذه المرحلة لا يكون خاضعاً لتأثير جماعة أخرى غير أسرته، وأنه في هذه المرحلة سهل التأثر وسهل التشكيل، شديد القابلية للإيحاء والتعلم، قليل الخبرة، عاجز، ضعيف الإرادة، قليل الحيلة، وكما ثبت أن السنوات الأولى من حياة الطفل.

فترة خطيرة في تكوين شخصيته، وتتلخص هذه الخطورة في أن ما يغرس في أثنائها من عادات واتجاهات وعواطف ومعتقدات يصعب أو يستعصى تغييره أو استئصاله فيما بعد، ومن ثم يبقى أثرا ملازما للفرد خلال سنوات عمره المقبلة، فإن من أحب الله تعالي اتبع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقال تعالى فى سورة آل عمران ” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم” فلا دعوة إلا بالدليل، وإن دعوة محبة الله دعوة عريضة يدعيها كل إنسان، ولكن المحك الصحيح، والفيصل الدقيق، والبرهان الساطع في اتباع سُنة النبي عليه الصلاة والسلام، فإياك أن توهم نفسك أنك محب لله وأنت لا تتبع سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإياك أن تتوهم أن الله يحبك وأنت لا تتبع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فإن من طبق سنة النبي صلى الله عليه وسلم حقق الهدف من وجوده، وإذا اتبعت سُنة النبي صلى الله عليه وسلم، أي سرت على المنهج الذي أمرك الله به ماذا فعلت؟ فعلت كل شيء، بمعنى أنك حقَقت الهدف من وجودك، ومن خلقك، إنك على الطريق الصحيح، وعلى الصراط المستقيم، ونحو الهدف المرسوم، عندئذ أنت في بحبوحة، ليس هناك من مبرر كي تعالج وأنت صحيح معافى، لذلك قال الله تعالى فى سورة الأنفال ” وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى