مقال

العمل العلمي الاجتماعي

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن العمل العلمي الاجتماعي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 8 نوفمبر 2023

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، أما بعد إن اتباع الشرع والالتزام به هو سبيل التيسير، وعلى هذا سار سلفنا الصالح رحمة الله عليهم، ولكن هل معنى التيسير ترك التكاليف الشرعية والسعي وراء الملذات والملهيات؟ أم للأمر ضابط يحكمه، وهو أنه لا شك أن للتيسير ضوابط منها وجود ما يدعوا إلي التيسير، فلا بد أن يوجد ما يدعوا إلي التيسير من ضرورة أو حاجة تتنزل منزلة الضرورة، أو مشقة تستوجب التيسير، فإذا لم يوجد ذلك فإن التيسير يكون اتباعا للهوى وتحكيما للشهوة، وعليه يفرق بين من لابس الحكم الشرعي فعجز، ومن ادعى العجز قبل ملابسته الحكم، وأن يكون التيسير قائما على دليل شرعي.

فلابد من استناده على دليل شرعي يؤيده، إما من كتاب أوسنة، وألا يعارض نصا شرعيا، فكل قول مخالف لنص شرعي مردود على صاحبه، فيشترط للأخذ بالأيسر ألا يخالف نصا شرعيا أو إجماعا، وألا يكون فيه تتبع للرخص والزلات، وألا يكون فيه إثم، حيث قال الإمام النووي فيه استحباب الأخذ بالأيسر والأرفق ما لم يكن حراما أو مكروها، وإن العمل العلمي الاجتماعي قد سبقه المنظور الإيماني، حيث إن الفطرة الكونية غير مصنوعة من بشر، بل نزل بها الوحي على الأنبياء والمرسلين حتى يصححوا ما شاب الفطرة من الإيمان بالزيف والتضليل، ويعتبر هذا التصحيح تنزيلا يتعلم به البشر منهج التأمل والتفكير، وأقرب الشواهد المنهجية إلينا تلك المحاورة الكونية التي أجراها الخليل إبراهيم عليه السلام.

كما جاء في سورة الأنعام ” فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربى فلما أفل قال لا أحب الآفلين ” وتستمر الشواهد المنهجية لتجربة الشك المعرفي الذي طاف بفكر الخليل إبراهيم عليه السلام ليزداد إيمانا ويضرب لنا المثل بالتجربة الإعجازية لكيفية إحياء الموتى، كما جاء في سورة البقرة ” قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا ” وإنه ينبغي أن نحاول عن طريق اجهزة الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية في التوعية المجتمعية للأفراد عن طريق البرامج والحملات الاعلانية التى تزيد من الولاء والوفاء للوطن والاعتزاز بتاريخه وحاضره، والعمل بشكل فعال فى زيادة مكانته ورفعة شأنه.

وإنه يتحقق كل ذلك مؤكدا بتقوى الله والحفاظ على سنة رسوله وإعمال العقل والتشاور بين أفراد المجتمع الواحد, فقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ” المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه ” فإن بناة الوطن والمخلصين له، يبقى ذكرهم بالخير ويخلد بين الناس، ويبقى أجرهم حتى يوم القيامة، ولمن يساهم في بناء وطنه وازدهاره سواء أكانت مساهمة حسية أم معنوية أم في توزيع الصدقات الجارية فله الأجر والثواب العظيم، لطالما عدّ الوطن أمانة في أعناق أهله، أما إذا كان البناء حسيا فيكون في بناء المرافق الخدمية والأوقاف النفعية ومشاريع البناء والإعانة على توفير العيش الكريم في الطيب والرخاء، والعيش في طيب ورخاء يقع على عاتق الجميع وليس مسؤولية الحكومة وحدها.

إذ تقع تلك المسؤولية على عاتق جميع شرائح المجتمع، وخصوصا أصحاب الأموال والمؤسسات والذين من واجبهم إعمار بلادهم وتطويرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى