مقال

المقاطعة سلاح ذو حدين

جريدة الاضواء

المقاطعة سلاح ذو حدين
إن شعور الشعوب في العالم يتأجج نظرا لما يشاهده من إبادة جماعية للشعب الفلسطيني بدم بارد وعدم تحرك لمعظم دول العالم لنجدتهم بل هناك بعض الدول من تدعم الكيان الصهيوني وتؤيده على هذه الجرائم ضد الأطفال والعزل وضد الإنسانية والقوانين الدولية والأعراف والأديان السماوية, وإن هذا الكيان الصهيوني لا يعبأ أصلا بهذا, وحتى وإن صدرت ضده قرارات دولية تقف أمريكا معه بحق الفيتو.
فشعر شعوب العالم أنه مكبل الايدى فلم يجد معه إلا الدعاء وإرسال المساعدات والمقاطعة لجميع المنتجات الإسرائيلية والأمريكية والفرنسية والألمانية وغيرها من الدول التي تساند اليهود, فوجدت شعوب العالم الحر أن هذا أقل شئ يستطيعوا تقديمه دعما للشعب المقهور الذي يباد بدم بارد.
المقاطعة سلاح ذو حدين:
الحد الأول والجانب المشرق:
هو تشجع الصناعة والتجارة والخدمات الوطنية والحد من البطلة والحد من الطلب على الدولار, وللدولة زيادة الضرائب والتأمينات.
أن حملة مقاطعة الدول التي تساند اليهود ومنتجاتهم للأبد حتى وان لم يكن لها بديل أى يتم الاستغناء عنها بالكلية, أو شراء المنتجات المحلية البديلة, له عدة مزايا وايجابيات على مستوى الوطني في تحسين الصناعة، الإنتاج والتجارة وحركة الأسواق، وزيادة فرص العمل المباشرة والغير مباشرة.
وبالفعل لاحظنا الإقبال الكبير علي المنتجات المصرية، مما دعي بعض المستثمرين للعمل الجاد والسريع على التوسع في المشروعات القائمة والتشغيل لها على مدار 24 ساعة وطلب تعيينات جديدة من العمالة لسد احتياجات المواطنين المتزايد من هذه المنتجات، وبالفعل بدأت مشروعات جديدة لمستثمرين مصرين جدد يسابقون الزمن لسرعة الإنتاج ودخول الأسواق وزيادة المنافسة ستؤدى بالطبع لتحسين المنتجات المصرية وخفض الأسعار لإرضاء العملاء وذلك للبقاء في الأسواق فهي حقا فرصة كبيرة للمستثمرين لدخول السوق المصري للإنتاج لكثير من المنتجات خاصة ونحن كنا نستورد أكثر من 70% من احتياجاتنا وزيادة حركة الأسواق والنقل والخدمات ومندوبي التوصيل وتجار الجملة والتجزئة صحوة فعلا على كل المستويات المصرية, هذا بالإضافة إلى أن أسعار المنتجات المصرية أقل سعرا من مثيلتها المستوردة وجودتها مقبولة في الأغلب الأعم ويتنافس المنتجين اليوم على تحسين الجودة للبقاء في الأسواق وعدم الإقبال على المنتجات المستوردة قطعا يقلل من الضغط على طلب الدولار ويحد من الأزمة الاقتصادية التي تجتاح العالم وتقلل من التضخم في مصر ومع الوقت يتحسن الاقتصاد المصري إلى الأفضل وهذا ما ندعو له وننادى به منذ سنين, فلعل ما حدث كان صحوة لنا لننتج ما نستهلكه ليكون قرارنا بأيدينا لا بيد أعداءنا.
الحد الثاني والجانب المظلم:
شركات مصرية تعمل بنظام “الفرينشايز” يعمل بها مصريون، ويدفع أصحابها مقابل لاستغلال العلامة التجارية الدولية، والشركة الدولية لها نسبة في الأرباح أو حسب الاتفاق فهؤلاء هم الحد الأخر والجانب المظلم والمتضررين من المقاطعة.
………
ولو قارنا بين الحدين المشرق والمظلم:
فنجد من الناحية المشرقة أن مقاطعة المنتجات والخدمات الأجنبية أمر ضروري لنصرة إخواننا في فلسطين وهو الحد الأدنى التي تستطيع عمله الشعوب ولن تستطيع حكومات ولا حكام الضغط على شعب لمقاطعة منتجاته المحلية وأمره أن يستهلك منتجات الدول التي تساند الكيان الاستيطاني اليهودي, لا يمكن أن يحدث ذلك, ونتيجة المقاطعة هو الضغط على اقتصاد تلك الدول للحد من الإنفاق ببذخ على تدمير وإبادة فلسطين وبعدم المقاطعة نكون شركاء في تلك الأموال التي تنفق في حرب غير متكافئة.
ومن الناحية المشرقة:
نمو وتطور الاقتصاد المصري وزيادة المشروعات المباشرة والغير مباشرة والتعيينات ودفع الضرائب والتأمينات الكل سيستفيد شعب ودولة وقوة اقتصادية فالعالم لا يحترم إلا الأقوياء.
هي فرصة للصحوة والإفاقة مما نحن فيه من الاعتماد على الغرب في كل شئ تقريبا, فهي كحالة مرضية مستعصية موجودة في جسد الأمة يعتمد على موارده الطبيعة فقط للدخل, آن الأوان للتماثل في الشفاء وبتر العضو الفاسد الذي افسد سائر الجسد, والتخلص من تلك الأمراض والتماثل للشفاء بالعمل والإنتاج الضروري في ظل الكساد والحروب العالمية والكوارث الطبيعية.
فهى بحق سلاح ذو حدين مكاسب وخسائر, فهناك خسائر وضحايا وهناك مكاسب وأرباح ولا يمكن المقارنة بينهما فالمصلحة لنا كشعب ودولة أكبر بكثير من القلة المتضررة, فيجب عليهم التحول السريع نحو رغبة الجموع الأغلبية حتى لا تزيد خسائره وتغير النشاط والأهداف التي تخدم الوطن.
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها ورئيسها وتحية مصر
المستشار الاقتصادي الدكتور/ يوسف محمد
خبير التطوير المؤسسي وريادة الأعمال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى