مقال

خذلان المسلم لأخيه المسلم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن خذلان المسلم لأخيه المسلم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 21 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الملقب بالصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، إلى كل مسلم مبتلى في نفسه أو أهله أو إخوانه بمرض جسدي كالسرطان أو الشلل أو غيرها من الأمراض الجسدية كبيرة كانت أو صغيرة وإلى كل مسلم مبتلى في نفسه أو أهله أو إخوانه بمرض نفسي كالاكتئاب والقلق أو الوسواس أو غيرها من الأمراض النفسية كبيرة كانت أو صغيرة أقول له ” اصبر واحتسب” فإن هذه الدنيا دار بلاء وابتلاء ومن ابتلي فهذه من علامات حب الله له إذ لا يبتلي الله إلا من يحب وإذا أراد بعبده خيراً ابتلاه إذ إنه سبحانه وبحمده إنما يبتلي عبده المؤمن ليكفر عنه سيئاته ويرفع درجاته، وعليكم بالصدقه.

ولكي تكون صدقتك بليغة الأثر بإذن الله تعالى فحاول جاهدا أن تتحرى لصدقتك محتاجا صالحا تقيا كما جاء في الحديث عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال” لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي” رواه الترمذي، وكلما كان الفقير أشد فقرا وحاجة للصدقة كلما كان أثر الصدقة أكبر وأعظم مع العلم أن “في كل كبد رطبة أجر” فلا يلزم أن تحصر صدقتك على الإنسان فقط وأن تظن أن الصدقة لن تنفع حتى تنفقها على إنسان بل إن أطعمت حيوانا محتاجا بنية شفاء مريضك فسوف يشفى إن شاء الله تعالى والله واسع عليم، وإن خذلان المسلم لأخيه المسلم أمر تنكره الشريعة، وهذا ما فعله الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع ذلك الشيخ اليهودي الكبير عندما مر الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

بباب قوم وعليه سائل يسأل شيخ كبير ضرير البصر، فضرب عضده من خلفه، فقال من أي أهل الكتب أنت؟ قال يهودي قال فما ألجأك إلى ما أرى؟ قال أسأل الجزية، والحاجة، والسن، قال فأخذ عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيده فذهب به إلى منزله فرضخ له أي أعطاه من المنزل بشيء ثم أرسل إلى خازن بيت المال فقال انظر هذا وضرباءه، والله ما أنصفناه إذا أكلنا شبيبته ثم نخذله عند الهرم وقرأ قوله تعالي في سورة التوبة “إنما الصدقات للفقراء والمساكين” واسقط عنه وعن امثالة الجزية فهذا هو تعامل الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب مع الشيبة الغير المسلم فكيف مع المسلم؟ وإن من حق المسلم على المسلم ألا يخذله، وهو إن حدث ذريعة لخذلان المسلمين جميعا حيث تنتشر عدوى الأنانية وحب الذات.

وإيثار الراحة والمصلحة الخاصة على مشاركة الغير آلامهم وآمالهم، فيكثر التنصل من المسؤولية بين المسلمين، حتى يقضي عليهم أعداؤهم واحدا تلو الآخر، فتموت فيهم خلال الآباء، والشهامة، ونجدة الملهوف، وإغاثة المنكوب، وسوف يجنح المظلوم والضعيف إلى الأعداء طوعا أو كرها، لما يقع به من ضيم وما يصيبه من خذلان من إخوانه، ثم ينزوي بعيدا عنهم، وتنقطع عُرى الأخوة بينه وبين مَن خذلوه وأسلموه للأعداء، وأيضا من الموانع للنخوة والشهامة هو الجبن والبخل، فالشهامة إنما تقوم على الشجاعة لنجدة المحتاج، والكرم لإعانة أصحاب الحاجات فمن فقدهما ضعفت شهامته، وماتت مروءته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى