مقال

جهاز الشفاء الذاتي للإنسان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن جهاز الشفاء الذاتي للإنسان

بقلم / محمــــد الدكـــروري

اليوم : الاثنين 23 أكتوبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله أما بعد إن التوحيد بالله عز وجل هو صحة للأبدان بالمعنى الدقيق للكلمة، وكما يعد الشرك بالله سببا للخوف والقلق، وأن الخوف والقلق سبب لإضعاف جهاز المناعة الذي أبدعه الله من أجل الشفاء الذاتي، وأخطر ما في هذا الجهاز أن الاكتئاب، والحزن، والتوتر، والقلق، والحقد، والشدة النفسية، تضعف من قوة هذا الجهاز، وأن الأمل، والحب، والهدوء، والتفاؤل، تقوي إمكانات هذا الجهاز، فقال الله تعالى فى سورة الشعراء ” فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعتدين” فابحثوا عن علاقة الراحة النفسية الناتجة عن التوحيد بالشفاء.

وعن علاقة الشدة النفسية الناتجة عن الشرك الخفي بالوباء، وعن جابر بن عبد الله، قال خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة ذات الرقاع، مرتحلا على جمل لي ضعيف، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم جعلت الرفاق تمضي أي تسبقني، وجعلت أتخلف لأن جمله ضعيف حتى أدركني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ما لك يا جابر ؟ قلت يا رسول الله أبطأ بي جملي هذا، قال فأنخه، وأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم جمله، ثم قال أعطني هذه العصا من يدك، ففعلت، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخس بها الجمل نخسات أي وخزه بها، ثم قال اركب، فركبت، فانطلق جملي، والذي بعثه بالحق صار جملي يجاري ناقة رسول الله، وتحدث معي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أتبيعني جملك هذا يا جابر؟ قلت يا رسول الله بل أهبه لك.

قال لا ولكن بعنيه، أي بحقه، قلت فسُمني به، قال أخذته بدرهم، هكذا قال عليه الصلاة والسلام، قلت لا، إذن يغبنني رسول الله صلى الله عليه وسلم، درهم قليل، قال فبدرهمين، قلت لا، فلم يزل يرفع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم الثمن حتى بلغ الأوقية، فقلت قد رضيت، قال قد رضيت، قلت نعم هو لك، قال قد أخذته، ثم قال لي يا جابر هل تزوجت ؟ قلت نعم يا رسول الله، قال أثيبا أم بكرا؟ قلت بل ثيبا، قال أفلا تزوجت بكرا؟ قلت يا رسول الله إن أبي أصيب يوم أحد، وترك بنات له سبعا، فتزوجت امرأة جامعة تجمع رؤوسهن، وتقوم عليهن، فقال قد أصبت إن شاء الله، ثم قال أخبرت امرأتي الحديث، وما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت سمعا وطاعة، أي بع جملك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قال فلما أصبحت أخذت برأس الجمل. 

فأقبلت به حتى أنخته على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جلست في المسجد قريبا منه، قال وخرج النبي عليه الصلاة والسلام، فرأى الجمل، قال ما هذا ؟ قالوا هذا جمل جاء به جابر، قال فأين جابر ؟ فدعيت له، فقال تعالى يا بن أخي خذ برأس جملك فهو لك، ودعا بلالا فقال اذهب بجابر، وأعطه أوقية، فذهبت معه، وأعطاني أوقية وزادني شيئا يسيرا، قال فوالله ما زال ينمو هذا المال عندنا ونرى مكانه في بيتنا، أرأيتم إلى ملاطفته صلى الله عليه وسلم، وإلى رقته، وإلى رفقه بأصحابه، وإلى تواضعه لهم، فهكذا كانت أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام، فقال الله تعالى فى سورة القلم ” وإنك لعلى خلق عظيم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى