مقال

لكل زرع حصاد

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن لكل زرع حصاد
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 21 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الملقب بالصادق الأمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، يجب أن نعلم جميعا أن لكل زرع حصادا، والغراس الطيب يخرج نباته بإذن ربه، والذي خبث لا يخرج إلا نكدا، ، ومن يحرث بمحاريث الطيش، ويبذر الفتنة، ويرويها بالعنف، سوف يتجرع غصة الشوك في حلقه، وسوف يكتوي بناره، وإن من آثار الإرهاب التي يراها القريب والبعيد حصد الأرواح، وهلاك الأنفس وتدمير الممتلكات، ونشر الخوف والرعب وزرع الضغينة البغضاء، وتحجير الخير وإضعاف الأمة، وتبديد مكاسبها، وتسلط أعداء الله وتمكنها من أمة الإسلام، فمن ذا الذي يرضى لنفسه ولغيره تلك الأمور.

فالله تعالى رفع عن أمة الإسلام العنت والحرج، وإن نصرة دين الله تعالى، وإعزاز شريعته لا تكون ببث الخوف والرعب، أو الإفساد في الأرض، أو بإلقاء الأنفس إلى التهلكة، أو التضحية بالنفس على غير بصيرة، فكل هذا مخالف لما جاء به دين الإسلام، وإنما جاء الإسلام ليحمي للناس ضروراتهم، ويعمل على حفظها، وينشر الأمن والعدل والسعادة في صفوف مجتمعاته، وإن للإرهاب سلبيات ينبغي توضيحها، ومنها مخالفته لروح الدين ولبه، فكل عمل يخالف ما جاء به القرآن الكريم والسنة المطهرة نبذ لروح الدين، ومخالفة له، ومن وقع في مثل ذلك فهو المخالف حقا، ومخالفة ولي الأمر وشق عصا الطاعة، فالنصوص الشرعية دلت على وجوب طاعة ولي الأمر في المعروف، والصبر على غير ذلك.

وأن من شق عصا الطاعة فقد أوقع نفسه في معصية الله ورسوله لمخالفته أوامرهما، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية ” وأن ذلك من مصلحة أعداء الإسلام، فالقيام بالأعمال الإرهابية داخل بلاد المسلمين، أو خارجها باسم الدين يفرح الأعداء، ويحقق مصالح كبرى لهم، بحيث تسوغ لهم هذه الأعمال التدخل في شؤون المسلمين، وكسر شوكتهم، والتسلط عليهم، واستنفاد قوتهم، عن طريق جني الأموال الطائلة، والتعويضات الهائلة، وتشوية صورة الإسلام والمسلمين في نظر العالم كله، وكذلك من آثار الإرهاب قتل المسلمين والمعاهدين، فمن وقع في ذلك فقد خالف قول الله تعالى.

” ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ” ولعل من أول وأهم ما نعتني به هو تعليم أبناءنا كتاب الله تعالي وهم صغار ليكون أول ما يسبق إلى قلوبهم وعقولهم قبل حلول الأهواء وحدوث المعاصي فما داموا صغارا فإنه ينقش في عقولهم ولا ينسونه مهما كانت المؤثرات ولذا قيل العلم في الصغر كالنقش في الحجر، وقال ابن عباس رضي الله عنهما في معناها “اعملوا بطاعة الله واتقوا معاصي الله ومروا أولادكم بامتثال الأوامر واجتناب النواهي فذالكم وقايتهم من النار” وقال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في معناها “علموا أنفسكم وأهليكم الخير وأدبوهم”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى