مقال

أضرار المخدرات ومفاسدها

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أضرار المخدرات ومفاسدها
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه واشهد ان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الداعي إلى رضوانه وعلى اله وصحبه وجميع أخوانه، إن غياب المناصحة والمراجعة والتقويم والنقد، الذي لا ينمو إلا في مناخ الحرية، عن واقع حقوق الإنسان في إطار التجمعات والتنظيمات الإسلامية، لا يبشر بخير، الأمر الذي أدى ولا يزال، إلى تعطيل المحركات الاجتماعية، وتغييب مناخ الحرية، وانعدام تكافوء الفرص، وعدم توفير المناخ الملائم حتى للانتخاب الطبيعي، هذا عدا عما يمكن أن يكون من ممارسة تضييع الأمانة وذلك بإيكال الأمر إلى غير أهله، فعن أبي هريرة، رضي الله عنه ، قال بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم.

جاءه أعرابي فقال متى الساعة؟ فمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحدث، فقال بعض القوم سمع ما قال فكره ما قال، وقال بعضهم بل لم يسمع حتى إذا قضى حديثه قال صلى الله عليه وسلم ” أين أراه السائل عن الساعة”؟ قال ها أنا يا رسول الله، قال “فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة” قال كيف إضاعتها؟ قال “إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ” رواه البخاري، ومع ذلك ورغم شعارات التدين ومؤسسات التدين، فلا بأس عند كثير منا أن يتساهل في الموضوع فيوكل الأمر لغير أهله وهو يصلي ويصوم، واعلموا يرحمكم الله أن المخدرات أعظم ضررا من الخمر فهي محرمة أشد التحريم، وأضرار المخدرات ومفاسدها كثيرة، منها ما عرفه الناس، ومنها ما لم يُعرف بعد.

والمخدرات بجميع أنواعها حرمها الله وحرمها رسوله صلى الله عليه وسلم سواء كانت نباتا، أو حبوبا، أو مطعوما، أو مشروبا، أو استنشاقا، أو إبرا، فالمخدرات بجميع أحوالها شددت الشريعة في الزجر عنها وتحريمها لما فيها من الأضرار والتدمير، ولما فيها من الشر، ولما تسبب لمتعاطيها من تحوله، إلى إنسان شرير يتوقع منه الإفساد والجريمة، ولا يُرجى منه خير، وقد نادى عقلاء العالم بإنقاذ المجتمعات من ويلات المخدرات، لما شاهدوا من الكوارث، وضرر المخدرات على متعاطيها وعلى المجتمع ضررها كثير لا يحصر إلا بكلفة فمن أضرارها على متعاطيها هو ذهاب عقله والعقل هو ميزة الإنسان عن البهائم، ومن ذهب عقله أقدم على الجرائم وتخلى عن الفضائل، وإن الله تبارك وتعالى قد أحل لعباده الطيبات من المآكل والمشارب.

وحرم عليهم الخبائث التي تعود عليهم بالضرر في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم، فذكر الله تعالى عددا من صفات نبينا عليه الصلاة والسلام، ومن ذلك قال الله عنه ” يحرم عليهم الخبائث” فأحل الله تعالى لنا الطيبات من المآكل والمشارب والملابس ومن المكاسب وغيرها، وحرم الله تعالى علينا الخبائث، وبيّن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في أحاديث كثيرة التحريم العظيم في أن يتعاطى الإنسان شيئا من المحرمات، فقال ؤسول الله صلي الله عليه وسلم “كل لحم نبت من سحت فالنار أولى به” كما نهى الإسلام عن كل ما يؤثر على العقل ويعطل دوره عن التفكير والإبداع، قعن أم المؤمنين السيدة أم سلمة رضي الله عنها قال “نهي رسول الله صلي الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى