مقال

التنشئة القويمة والتعليم الصحيح

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن التنشئة القويمة والتعليم الصحيح
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه أجمعين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، إن من عظمة هذا الدين أنه حث على العناية بالكبير، والاهتمام به، وأمر بحسن رعايته واحترامه مهما كان، أب أو أم أو أخ أو عم أو خال قريب أو بعيد جار أو صديق، معروف أو غير معروف، ولم يقتصر الحث على احترام الكبير ورعايته على المسلم فقط، بل شمل غير المسلم طالما أنه يعيش بين المسلمين، ومن المعاني العظيمة والآداب الجليلة التي أولاها الإسلام جل الاهتمام هو إحترام الصغير للكبير، وقد جعل لهذا الأدب ضوابط كثيرة منها ما أشارت له السنة.

ومنها ما يفهم من عموم الأمر بتوقير الكبير وعلى الأمة تدريب أبنائها على إنزال الناس منازلهم، وإعطاء كل ذي حق حقه وبث روح المحبة والالفة بين أفراد المجتمع، ومن مظاهر تربية الصغير على احترام الكبير هو تدريبه على إيثار والديه على نفسه في كل معروف وفي كل خير، فلا يبدأ بتناول الطعام قبلهما، ولا يتقدم بين يديهما بدخول أو خروج ولا يرفع صوته عند مخاطبة الكبير أو الحديث معه وألا تكون لهجة الصغير في الحديث لهجة غاضبة، أو يشوبها استهزاء، أو تعالي أو تكبر، وحث الصغار على الإصغاء إلى كبار والاستماع إليهم وعدم الانشغال عنهم بالهاتف أو غيره، ومشورتهم ومن احترام الكبير هو إحسان الجلسة بحضرتهم، فلا يمد بين أيديهم رجلا ولا يوليهم ظهرا في الجلوس.

وغيره من مكارم الأخلاق وزيارتهم في دورهم، واصطحاب الصغار عند رعاية الكبار وزيارتهم لغرس هذه الأخلاق النبيلة لديهم، فالشباب في حاجة إلى التنشئة القويمة والتعليم الصحيح والتوجيه إلى كل نافع ومفيد، وهذا واجب على الأسرة والمجتمع والقائمين على العملية التعليمية ولنا القدوة في نبينا صلى الله عليه وسلم الذي علم الصحابة في المدرسة المحمدية صحيح الدين وأخلاقه حتى حملوا مشاعل النور إلى العالم كله فقد ضرب النبي الكريم صلَّى الله عليه وسلم لنا المثل والقدوة في التربية والتعليم والتوجيه، فعن ابن عباس قال كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال “يا غلام إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله،

واعلم أن الأمة لو اجتمعت علي أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف” رواه أحمد والترمذي، فإن الشباب هم ثروة الأمة التي لا تقدر بثمن، و مصدر قوتها وعزها ولا يمكن تعويض خسارتها أبدا هم شبابها وفتياتها، وماذا تفيد البُنى التحتية، وازدهار الاقتصاد، وتدفق النعم، وكثرة البناء والعمران إذا تم استلاب عقول الشباب والفتيات، وصرفهم عن قضايا أمتهم إلى سفاسف الأمور ورذائل الأخلاق، وإغراقهم بالشهوات المحرمة، وحينها يكونون عبئا على أسرهم وعلى مجتمعاتهم وعلى الأمة جمعاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى