مقال

المساس بالأمن والإستقرار

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن المساس بالأمن والإستقرار
بقلم / محمــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 28 نوفمبر

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله واصحابه أجمعين، نحن نعيش ولله الحمد في خير ورخاء وأمن وأمان، والناس من حولنا تتخطف، فمن قدم لنفسه وقت السعة، نفعه ذلك يوم الضيق، وإن لنا إخوانا من حولنا يرتعشون من البرد، والمطر يخر عليهم من فوقهم، والجوع يلوي بطونهم فتلمس من حولك وتفقد جيرانك وأقاربك، ولا ننسي إخواننا في فلسطين يلتحفون السماء ويفترشون الأرض، قد جعل الله لك معهم تجارة لن تبور، فكن من المرابحين ولو بالقليل، فإن لم تجد فتاجر مع الله بالدعاء لهم، فقد طال ليلهم في البلاء.

فاسألوا الله لهم فجرا ساطعا بالعافية قريبا، فلربّ دعوة من رجل صالح تخرق الحجب، وتأتي بالفرج لفئام من الناس، فاللهم كما أنزلت علينا من الخيرات والأمطار، فأنزل على إخواننا المستضعفين في كل مكان فرجا منك وعافية، فوالله إنها لنعمة عظيمة أن كنا من أهل هذه الأمة، التي هي خير الأمم، ووالله إن الحسرة كل الحسرة، أن تصطفى لتكون من هذه الأمة ثم تكون من الخاسرين، وكيف تخسر وأن تتعامل مع رب كريم رحيم، واعلموا يرحمكم الله بأن الأمن في الإسلام مقصد عظيم شرع له من الأحكام ما يكفله ويحفظ سياجه، ويدرأ المساس بجنابه، فقد تضافرت النصوص القطعية على وجوب المحافظة على الضروريات الخمس، وهي الدين، والنفوس، والعقول، والأعراض، والأموال.

وحرّمت الشريعة كل وسيلة إلى النيل من هذه المقاصد، أو التعرض لها، وشرعت من الأحكام الزاجرة ما يمنع من التعرض لها أو يمس بجوهرها، بل إن الإسلام حرم كل فعل يعبث بالأمن والاطمئنان والاستقرار، وحذر من كل عمل يبُث الخوف والرعب والاضطراب، من منطلق حرصه على حفظ أجل النعم الأمن والأمان، ومن هذا المنطلق نهى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، أن يتسبب الإنسان إلى فعل يؤدي إلى المساس بالأمن والاستقرار، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم “لا يحل لمسلم أن يروع مسلما” رواه أحمد، وأبو داود، ويقول صلى الله عليه وسلم “لا يُشر أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار” متفق عليه، بل ولقد بلغت عناية الإسلام ونصوصه.

أن جاءت بالنهي عن كل ما يؤذي المسلمين في طرقاتهم وأسواقهم ومواضع حاجاتهم، فقال صلى الله عليه وسلم “إياكم والجلوس في الطرقات” ويقول صلى الله عليه وسلم “إذا مر أحدكم في مساجدنا أو أسواقنا ومعه نبل فليُمسك على نصالها أن يصيب أحدا من المسلمين منها بشيء” متفق عليه، ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم “وعليكم بالجماعة فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ في النار” ولما أخبر النبى صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان بحدوث الفتن وانفلات الولاية، قال له حذيفة ما تأمرني يا رسول الله إن أدركني ذلك قال أن تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قال فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فأعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يأتيك الموت وأنت على ذلك، فإن الذين ابتعدوا عن الفساد بجميع صوره هم الذين لهم الدرجات العلى في الجنة، ونسأل الله ألا يحرمنا ذلك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى