مقال

المقداد بن عمرو بن ثعلبة ” جزء 1″

المقداد بن عمرو بن ثعلبة ” جزء 1″

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

إن فى سيرة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته الكرام العبقة الطاهرة، عبرة نستلهم منها العظات والقدوة التي نسير عليها وإليها، نأخذها من حياتهم وكفاحهم وجهادهم وحبهم لنبيهم ولدينهم الاسلامى الذي ضحوا بأرواحهم، وبكل غالي ونفيس فداء له، فاستحقوا بها هذه المنازل الرفيعة، والتي بلغها إياهم ربنا الكريم، وقولة صلى الله عليه وسلم “خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم” وقولة صلي الله عليه وسلم “لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده، لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا، ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه” ورضى الله عن عبد الله بن مسعود حين أجمل فضل صحابة رسول الله قائلا ” من كان منكم مستنا فليستن بمن قد مات، فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، أولئك أصحاب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم كانوا أفضل هذه الأمة.

 

أبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا، قوم اختارهم الله عز وجل لصحبة نبيه المصطفي صلي الله عليه وسلم وإقامة دينه، فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم، وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم، فإنهم كانوا على الهدى المستقيم” ومعنا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحد السابقين الأولين وهو المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة القضاعي الكندي البهراني، ويقال له المقداد بن الأسود، لأنه ربي في حجر الأسود بن عبد يغوث الزهري فتبناه، وقيل بل كان عبدا له أسود اللون فتبناه، ويقال بل أصاب دما في كندة، فهرب إلى مكة، وحالف الأسود، وشهد بدرا والمشاهد، وثبت أنه كان يوم بدر فارسا، واختلف يومئذ في الزبير، المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك من ولد الحاف بن قضاعة، فطولب بدمه، فهرب إلى مكة.

 

وحالف الأسود بن عبد يغوث، فتبناه الأسود، ونسب إليه فيعرف بابن الأسود الكندي البهراني الحضرمي، وكان في الجاهلية من سكان حضرموت، ووقع بين المقداد وابن شمر بن حجر الكندي خصام، فضرب المقداد رجله بالسيف، وهرب إلى مكة، فتبناه الأسود بن عبد يغوث الزهري، فصار يقال له المقداد بن الأسود، إلى أن نزلت آية “ادعوهم لآبائهم” فعاد، وسمي بالمقداد بن عمرو، وهو فارس من فرسان الإسلام وهو الصحابى الجليل المقداد بن عمرو، أحد الأوائل المبكرين بالإسلام، حيث ذكر ضمن السبعة الأوائل الذين اعتنقوا الإسلام، حيث جاء المقدادإلى مكة، فأخذه الأسود بن عبد يغوث وتبناه، فصار يدعى المقداد بن الأسود، فلما نزلت آية تحريم التبني عاد نسبه لأبيه عمرو بن سعد، وتزوج المقداد ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب.

 

ابنة عم النبي صلي الله عليه وسلم، مع أنه مولى وهى قرشية هاشمية شريفة، وذلك لأن الإسلام لا يفرق بين عبد أو سيد ولا بين شريف ووضيع، فالكل في نظر الإسلام سواء، لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أسود ولا أبيض إلا بالتقوى والعمل الصالح، وكان له عدة أحاديث وحدث عنه الإمام علي، وابن مسعود وابن عباس وجبير بن نفير وابن أبي ليلى، وهمام بن الحارث وعبيد الله بن عدي بن الخيار، وجماعة وقيل عنه كان آدم طوالا، ذا بطن، أشعر الرأس، أعين مقرون الحاجبين، مهيبا عاش نحوا من سبعين سنة، ومات في سنة ثلاث وثلاثين من الهجرة، وصلى عليه أمير المؤمنين عثمان بن عفان، وقبره بالبقيع رضي الله عنه، وعن المقداد بن الأسود قال استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمل، فلما رجعت، قال كيف وجدت الإمارة ؟

 

قلت يا رسول الله ما ظننت إلا أن الناس كلهم خول لي والله لا ألي على عمل ما دمت حيا، ومن مواقفه المشهودة في الإسلام أنه هاجر إلى الحبشة ثم إلى المدينة، وحضر بدرا، وشهد المعارك كلها، وكان أول من قاتل على فرس في سبيل الله، وقيل إنه الوحيد الذي قاتل على فرس يوم بدر، أما بقية المجاهدين فكانوا مشاة أو راكبين إبلا، وعُرف المقداد بشجاعته وفروسيته وحكمته، وكانت أمنيته أن يموت شهيدا في سبيل الله، ليبقى الإسلام عزيزا قويا، فقال رضي الله عنه “لأموتن والإسلام عزيز”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى