مقال

الإنسان والنعم الكبري عليه

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإنسان والنعم الكبري عليه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 5 ديسمبر

الحمد لله الأول والآخر والظاهر والباطن، فهو الأول فليس قبله شيء، والآخر فليس بعده شيء، والظاهر فليس فوقه شيء، والباطن فليس دونه شيء، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء، وسيد المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم، أما بعد إن الإنسان الإيجابي يقاوم ليغير نحو الأفضل يستثمر القليل فينميه، ويحول المسار فيقود المسيرة ومن هنا فهو صاحب دعوة ترفض الاستسلام للواقع وتبرير القعود، وانتظار الأقدار، ومن هنا نهتف بكل سلبي قائلين “قم فأنذر” والايجابي هو من يلمح دائما فجر الأجر فيهون عليه ظلام التكليف دون أن يكون تبعا وهو وحده من يملك زمام المبادرة إلى الطاعات دون الالتفات إلى عمل فلان أو قول فلان، ولا يجب أن تقعده نشوة الطاعة، ولا تثبطه أثقال المعصية، ولا ينتظر الإذن بالعمل من شخص ما.

وإن الايجابية جلية وواضحة في نملة نبي الله سليمان يوم توجهت بالنصيحة الى مجتمع جنسها بالنصيحة والأمر بالمعروف، وإن الايجابية جلية وواضحة في هدهد نبي الله سليمان يوم سار الهدهد بمفرده دون تكليف مسبق، أو تنفيذ لأمر صادر، و جلب خبرا للقيادة المؤمنة أدى إلى دخول أمة كاملة في الإسلام، وإن الايجابية جلية وواضحة في أُمنية ربيعة بن كعب الأسلمي عندما سأله الرسول صلى الله عليه وسلم “أسألك مرافقتك في الجنة” والإمام علي رضي الله عنه يحدد غاية ما يشتاق إلى فعله وهو الضرب بالسيف، والصوم بالصيف، وإكرام الضيف” وسيف الله المسلول خالد بن الوليد الذي لا يريد أن تقر عيون الجبناء فيقول “ما من ليلة يهدى إلي فيها عروس، أنا لها محب، أحب إلي من ليلة شديدة البرد، كثيرة الجليد، في سرية، أصبّح فيها العدو”

ولقد ذكر الله سبحانه وتعالي الإنسان بنعمه الكبرى عليه والتي لا تحصى، ومن ذلك أن حفظه وجعل كل شيء مسخرا له وخلق له كل شيء في الأرض من المأكولات والمشروبات والملبوسات وأباح له جميع المعاملات مع الآخرين إلا ما كان من هذه الأمور ضارا بالعقل أو الجسم أو المجتمع فإن الله حرمه ونهاه عنه رحمة به، وكذلك ذكره بأن سخر له جميع وسائل الركوب في البر والبحر والجو وأمره أن يشكر الله على هذه النعم بعبادته وحده وأن يستعين بها على طاعته، فقال الله تعالى “وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها” فمن اعترف لله تعالى بهذه النعم واستعان بها على طاعته زاده وأدخله الجنة ومن لم يعترف بها واستعان بها على الكفر والمعاصي عذبه عذابا شديدا في النار بعد الممات نعوذ بالله من عذابه.

ومن أهمية المساجد ودورها فى تربية الأمة فكان لا بد من الاهتمام بنظافتها وترتيبها، وتعهدها بالطيب والبخور ونحوه لتكون لائقة لاستقبال المصلين وأدائهم لعبادتهم بنفس طيبة وروح منشرحة، فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت ” أمر رسول ا لله ببناء المساجد في الدور، وأن تنظف وتطيّب ” رواه أبو داود، ويقول أحد دعاة الإسلام ” لقد حث عليه السلام على تطييبها أي المساجد بالروائح الطيبة وجعل هذه المهمة لكل مسلم حتى لا ينفرد بهذا الشرف الكبير وحده وحتى تتاح الفرصة للجميع فيشاركون في تنظيف المساجد وتطييبها وتجهيزها للمصلين ” فاتقوا الله عباد الله، وواجهوا الحياة بصبر وعزيمة وحلول ناجعة قويمة، ففي ذلك صلاح حالكم وسعادة مآلكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى