مقال

المجتمع الإسلامي وتوحيد الواحد

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن المجتمع الإسلامي وتوحيد الواحد
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 12 ديسمبر 2023

الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى، وأسعد وأشقى، وأضل بحكمته وهدى، ومنع وأعطى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له العلي الأعلى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله النبي المصطفى، والرسول المجتبى، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى، أما بعد قال الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه في خطبته إن الدنيا ليست بدار قراركم، كتب الله عليها الفناء، وكتب الله على أهلها منها الظعن، فكم من عامر موثق عن قليل يخرب، وكم من مقيم مغتبط عما قليل يظعن، فأحسنوا رحمكم الله منها الرحلة بأحسن ما بحضرتكم من النقلة، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى، وإذا لم تكن الدنيا للؤمن دار إقامة ولا وطنا، فينبغي للمؤمن أن يكون حاله فيها على أحد حالين، إما أن يكون كأنه غريب مقيم في بلد غربة.

همه التزود للرجوع إلى وطنه، أو يكون كأنه مسافر غير مقيم ألبتة، بل هو ليله ونهاره يسير إلى بلد الإقامة، فالناس تتصارع وتتكالب على هذه الدنيا ويفقد البعض دينه، وينسى الكثير أبناءه، وانتشرت الأحقاد وزرعت الضغائن وعمت البغضاء، لنرى كيف نظر الفضيل إلى هذه الدنيا بقوله لا يسلم لك قلبك حتى لا تبالي من أكل الدينا، وقال بلال بن سعد ليذكرنا بمآلنا ومصيرنا يا أهل التقى، إنكم لم تخلقوا للفناء، وإنما تنقلون من دار إلى دار، كما نقلتم من الأصلاب إلى الأرحام، ومن الأرحام إلى الدنيا، ومن الدنيا إلى القبور، ومن القبور إلى الموقف، ومن الموقف إلى الخلود في جنة أو نار، ولذلك قال الحسن إياكم وما شغل من الدنيا، فإن الدنيا كثيرة الاشتغال، لا يفتح رجل على نفسه باب شغل، إلا أوشك ذلك الباب أن يفتح عليه عشرة أبواب.

وقال ابن السماك من جرعته الدنيا حلاوتها لميله إليها، جرعته الآخرة مرارتها لتجافيه عنها، واعلموا يرحمكم الله إن المجتمع الإسلامي هو مجتمع موحد وهذه أعظم خاصية أختص بها المجتمع الإسلامي، هو أن مبناه على توحيد الله عز وجل ملتزما بشرعه في كل تصرفاته، معتقد أن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر للأمور، المستحق للعبادة والخضوع والخشوع، وإن المجتمع الإسلامى، هو مجتمع متراحم، حيث لم يعرف التاريخ مجتعما متراحما كالمجتمع الإسلامي ولم لا؟ فالذي وضع قواعده هو رب الأرض والسماء، فقد شرع الله عز وجل لعباده ما يتناسب مع أحوالهم فأمرهم بالتراحم والتعاطف فيما بينهم لكي تستقيم حياتهم، وحذرهم من الظلم وحرمه عليهم كما فى الحديث القدسي، فعن أبى ذر الغفارى رضي الله عنه.

عن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فيما بلغ عن رب العزة سبحانه وتعالى أنه قال ” يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ” وهكذا فقد أمرنا الله عز وجل بالتقوى فإن التقوى هي سلم الرضوان، والطريق لبحبوحة الجنان، وقد قال ذلكم ربكم في محكم آيات البيان فى سورة مريم ” تلك الجنة التى نورث من عبادنا من كان تقيا ” ويعرف المجتمع بأنه نسيج اجتماعي من صنع الإنسان، ويتكون من مجموعة من النظم والقوانين التي تحدد المعايير الاجتماعية التي تترتب على أفراد هذا المجتمع، بالإضافة إلى ذلك يعتمد المجتمع على أفراده ليبقى متماسكا، فمن دون الأفراد تنهار المجتمعات وتنعدم، ويتأثر الفرد بالمجتمع كما يتأثر المجتمع بالفرد، فعلى سبيل المثال إذا كان المجتمع يعاني من تفشي ظاهرة البطالة، وارتفاع مستوى الجريمة، واكتظاظ الطلبة في المدارس، فسوف يتأثر أفراد هذا المجتمع سلبا نتيجة لهذه العوامل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى