مقال

إياكم والوقوع في المظالم

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن إياكم والوقوع في المظالم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 14 ديسمبر

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد لقد حذرنا الله عز وجل من الركون إلي الدنيا وكان السلف الصالح رضوان الله تعالي عليهم أجمعين منهم من يكون عنده حرص شديد على جمع الدنيا محبا للاستكثار منها مولع بزخرفها والتوسع في متعها صارفا أكثر وقته في تحصيلها مائلا إلى الإمساك مع قيامه بالفرائض في الجملة فهذا وإن كان على خير إلا أنه يخشى أن يكون قلبه مبتلى بمرض خفي يفضي به إلى الكسل عن الطاعة والقعود عن مجالس الذكر والتساهل في التجارة المشبوهة

والوقوع في المظالم وقد ورد في الصحيحين عظم الحساب يوم القيامة لصاحب المال الكثير، وكما أن الحرص الشديد يوقع صاحبه في المهالك ولذلك حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الحرص على الدنيا والتشوف للاستكثار منها، وقد ذم الله اليهود على هذه الخصلة الذميمة فقال تعالى ” ولتجدن أحرص الناس علي حياة” وقال الحسن البصري رحمه الله من أحب الدنيا وسرته ذهب خوف الآخرة من قلبه وما من عبد يزداد علما ويزداد على الدنيا حرصا إلا ازداد إلى الله عز و جل بغضا وازداد من الله بعدا، وعلامة هذا القسم من الناس تطلعه الشديد للدنيا ومنافسته لأهلها وعدم قناعته بما قدر الله له من الرزق وقلقه الدائم وحزنه الشديد على خسارة ماله وعدم غنى نفسه مع تملكه لأصناف المال واستغنائه عن الخلق.

وكما أن الترف داء خطير يفسد الفرد والمجتمع يوقع في الكسل عن الطاعات ورد الحق والإعراض عن اتباع السنة وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعلو في الأرض والتشبه بالكفار وقسوة القلب وعدم الاتعاظ بالمواعظ والاعتبار بالآيات وشيوع الفواحش والتلاعب بدين الله عز وجل، فعليك أخي المسلم أن تستعد ليوم الرحيل كما عليك أن تتقن عملك لأنه أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، حيث قال تعالى ” وأحسنوا إن الله يحب المحسنين” والإحسان هو الإتقان والإحكام، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ” رواه مسلم، وعن عاصم بن كليب عن أبيه قال شهدت مع أبي جنازة شهدها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا غلام أعقل وأفهم، فانتهي بالجنازة إلى القبر، ولم يمكّن لها.

فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “سوّوا لحد هذا” حتى ظن الناس أنه سُنة، فالتفت إليهم، فقال صلى الله عليه وسلم “أما إن هذا لا ينفع الميت ولا يضره، ولكن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه” رواه البيهقي، فالمسلم مطالب بالإتقان في أعماله التعبدية والمعاشية إحكاما وإكمالا، تجويدا وإحسانا، فقال أحد السلف “لا يكن همّ أحدكم في كثرة العمل، ولكن ليكن همه في إحكامه وتحسينه، فإن أحدكم قد يصلي وهو يعصي الله في صلاته، وقد يصوم وهو يعصي الله في صيامه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى