مقال

النفحات الطيبة للعبد المسلم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن النفحات الطيبة للعبد المسلم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 20 ديسمبر

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان، ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد واعلموا يرحمكم الله أن الله عز وجل جعل لنا أيام فيها نفحات طيبة للعبد المسلم ومن هذه الأيام هي الأيام العشر من شهر دو الحجة أعادها الله علينا بالخير واليمن والبركات وبلغنا إياها، وهذه العشر الأولى هي أيام مباركات، وهى أيام من أفضل أيام الله، فهي أيام أقسم الله بها في كتابه الخالد، وهى أيام نص على فضلها كتاب الله تعالى وأيام حدثنا عن فضلها نبينا العظيم صلى الله عليه وسلم وأخبرنا بأن العمل الصالح فيها من أحبها إلى الله تعالى.

فالعمل في هذه العشر يفوق الجهاد في سبيل الله تعالى، ونحن وللأسف الشديد تمر علينا هذه الأيام كل عام ولا نفرق بينها وبين غيرها، ولا نعمل فيها زيادة عبادة ولا طاعة، فها هي أيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة، إنها أفضل أيام الله ونجد كثيرا من الناس يحرص على الطاعات في العشر الأواخر من رمضان، ويشمر ويكثر من تلاوة القرآن، ويكثر من الدعاء والصدقة وغيرها، وهذا طيب وجميل، ولكن في عشر ذي الحجة لا يعمل من هذا شيء، مع أن عشر ذي الحجة هناك من العلماء، من قال إنها أفضل من العشر الأواخر من رمضان، ومن الأعمال العظيمة فى هذه الأيام هى الصدقة فعن أبي ذر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “تعبد عابد من بني إسرائيل، فعبد الله في صومعة ستين عاما.

فأمطرت الأرض فاخضرت، فأشرف الراهب من صومعته، فقال لو نزلت فذكرت الله، فازددت خيرا، فنزل ومعه رغيف أو رغيفان، فبينما هو في الأرض لقيته امرأة، فلم يزل يكلمها وتكلمه حتى غشيها، ثم أغمي عليه، فنزل الغدير يستحم، فجاء سائل فأومأ إليه أن يأخذ الرغيفين ثم مات، فوزنت عبادة ستين سنة بتلك الزنية، فرجحت الزنية بحسناته، ثم وُضع الرغيف أو الرغيفان مع حسناته، فرجحت حسناته، فغفر له” رواه ابن حبان، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من أحب أن تسره صحيفته، فليكثر من الاستغفار” رواه البيهقي، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من استغفر للمؤمنين والمؤمنات، كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة” رواه الطبراني، وقيل في زمن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى.

كان الإمام أحمد بن حنبل يريد أن يقضي ليلته في المسجد، ولكن مُنع من المبيت في المسجد بواسطة حارس المسجد، حاول معه الإمام ولكن لا جدوى، فقال له الإمام سأنام موضع قدمي، وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل مكان موضع قدميه، فقام حارس المسجد بجرّه لإبعاده من مكان المسجد، وكان الإمام أحمد بن حنبل شيخا وقورا تبدو عليه ملامح الكبر، فرآه خباز، فلما رآه يُجرّ بهذه الهيئة، عرض عليه المبيت، وذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز، فأكرمه ونعّمه، وذهب الخباز لتحضير عجينة لعمل الخبز، المهم أن الإمام أحمد بن حنبل سمع الخباز يستغفر ويستغفر، ومضى وقت طويل وهو على هذه الحال، فتعجب الإمام أحمد بن حنبل، فلما أصبح سأل الإمام أحمد الخباز عن استغفاره في الليل.

فأجابه الخباز بأنه طوال ما يحضر عجينه ويعجن، فهو يستغفر، فسأله الإمام أحمد وهل وجدت لاستغفارك ثمرة؟ فقال الخباز نعم والله، ما دعوت دعوة إلا أجيبت، إلا دعوة واحدة، فقال الإمام أحمد وما هي؟ فقال الخباز رؤية الإمام أحمد بن حنبل فقال الإمام أحمد، أنا أحمد بن حنبل، والله إني جُررت إليك جرّا، فجدوا واجتهدوا في طاعة الله تعالي واحذروا المعاصي والآثام لأن المعاصي والآثام حتي لا تحرم المغفرة من الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى