مقال

نبي الله موسي عليه السلام “جزء 11”

نبي الله موسي عليه السلام “جزء 11”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الحادي عشر مع نبي الله موسي عليه السلام، فقالوا لهم، ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا، أي ثواب الله في الدار الآخرة خير وأبقى وأجل وأعلى، وبينما قارون في موكبه خسف الله تعالى الأرض به وبداره فهو يتجلجل في الأرض إلى يوم القيامة، ولما حلّ بقارون ما حل من خسف وذهاب الأموال وخراب الدار وخسفها، ندم من كان تمنى مثل ما أوتي وشكروا الله تعالى الذي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدره ويضيقه على من يشاء، وشكروا الله تعالى الذي لم يجعلهم كقارون طغاة متجبرين متكبرين فيخسف بهم الأرض، ويروى أن الله تبارك وتعالى أمر قارون بالزكاة فجاء إلى موسى عليه السلام من كل ألف دينار بدينار.

 

ثم جمع نفرا يثق بهم من بني إسرائيل فقال إن موسى أمركم بكل شىء فأطعتموه وهو الآن يريد أخذ أموالكم، فقالوا له مرنا بما شئت قال ءامركم أن تحضروا فلانة البغيّ فتجعلوا لها جعلا أي أجرة فتقذفه بنفسها ففعلوا ذلك فأجابتهم إليه، ثم أتى قارون إلى موسى عليه السلام فقال إن قومك قد اجتمعوا لك لتأمرهم وتنهاهم، فخرج إليهم نبي الله موسى عليه السلام، فقال لهم من سرق قطعناه ومن زنى وليس له امرأة جلدناه مائة جلدة، وإن كانت له امرأة رجمناه حتى يموت، فقال له قارون إن بني إسرائيل يزعمون أنك فجرت بفلانة، فقال عليه السلام أدعوها، فلما جاءت قال لها موسى عليه السلام أقسمت عليك بالذي أنزل التوراة إلا صدقت، أنا فعلت بك ما يقول هؤلاء؟

 

قالت لا، كذبوا ولكن جعلوا لي جعلا على أن أقذفك، فسجد موسى عليه السلام ودعا الله عليهم فأوحى الله تعالى إليه مُر الأرض بما شئت تطعك، فقال موسى عليه السلام، يا أرض خذيهم، فاضطربت داره وساخت بقارون وأصحابه إلى الكعبين وجعل يقول يا موسى ارحمني، قال يا أرض خذيهم، فلم يزل يستعطفه وهو يقول يا أرض خذيهم حتى خُسفت بهم، وروى البخاري وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “أرسل ملَك الموت إلى موسى عليه السلام فلما جاءه صكّه، أي ضربه على عينه، فرجع إلى ربه عز وجل، فقال أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، قال ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة، قال أي رب ثم ماذا؟

 

قال ثم الموت، قال فالآن، قال فسأل الله عز وجل أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “فلو كنت ثم، أي هناك، لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر، وهنا تننبيه، وهو ما حصل من موسى عليه السلام، لما ضرب عزرائيل حصل منه وهو لا يعلم أنه ملك، بل ظنه صائلا، أي إنسانا مهاجما، فلا لوم عليه، وروى الإمام أحمد عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “لما أسري بي مررت بموسى وهو قائم يصلي في قبره عند الكثيب الأحمر” وقيل وكان عمر موسى عليه السلام عند وفاته مائة وعشرين سنة، والله أعلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى