مقال

الجمعة وسائر أيام الأسبوع

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الجمعة وسائر أيام الأسبوع
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 22 ديسمبر

الحمد لله خلق الخلق فأتقن وأحكم، وفضّل بني آدم على كثير ممن خلق وكرّم، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، يليق بجلاله الأعظم، وأشكره وأثني عليه على ما تفضل وأنعم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأعز الأكرم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالشرع المطهر والدين الأقوم، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد، إن الله سبحانه وتعالى فضّل يوم الجمعة عن سائر أيام الأسبوع، وهو يوم اختصه الله تعالي لأمة الحبيب المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم، لقوله صلى الله عليه وسلم “إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا عليّ من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي”

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأي عمل يقوم به المسلم في هذا اليوم العظيم يجزى به خير جزاء عن باقي الأيام، ومن هذه الأعمال قراءة كتاب الله عز وجل، وأخص منه سورة الكهف لما لها من فضائل كثيرة، وقد حثنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على قراءة سورة الكهف يوم الجمعة لما لها من تأثير إيجابي على نفس المسلم، بحيث تتضمن الكثير من القصص التي تعلم الإنسان الصبر، وتعلمه ضرورة التمسك بتعاليم الله عز وجل بالسراء والضراء، فإن سورة الكهف أسلوبها شيق يشد المسلم لما فيها من مواعظ وقصص شيقة، وتعد سورة الكهف واحدة من أعظم وأطول سور القرآن الكريم، ولكنها على الرغم من ذلك تعطي القارئ راحة كبيرة، كما أن ألفاظها سهلة وسلسة.

وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير من الأحاديث التي تبين فضل قرائتها، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال “من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة، أضاء له من النور فيما بينه وبين البيت العتيق “صحيح الجامع” وكما قال صلى الله عليه وسلم ” ومن قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين” رواه الحاكم والبهيقي، وقال هو من أقوى ما ورد في قراءة سورة الكهف، ويتم قراءة السورة من بداية يوم الجمعة أو حتى ليلتها، والتي تبدأ منذ غروب شمس يوم الخميس، وتنتهي عندما تغرب الشمس في نفس اليوم أي الجمعة، ومن هنا تكون أفضل الأوقات لقراءتها من بداية غروب شمس يوم الخميس، إلى غروبها في يوم الجمعة.

وبشكل عام دائما تكون أوقات الليل وأطراف النهار هي الأفضل لتلاوة القرآن وسورة الكهف إحدى السور المكية التي نزلت على الرسول صلي الله عليه وسلم في مكة المكرمة، تسبقها من حيث الترتيب في القرآن الكريم سورة الإسراء، وتتبعها سورة سورة مريم، أما عدد آياتها فتبلغ مائة وعشر آيات، وعدد كلماتها ألف وخمسمائة وثلاث وثمانون كلمة، وسميت بهذا الاسم لأنها تتناول قصة أصحاب الكهف الثلاثة، والجدير بذكره أنها تناولت قصص أخرى فيها الكثير من الحكمة والبلاغة، وأبرزها قصة صاحب الجنتين وقصة سيدنا موسى عليه السلام والعبد الصالح، إضافة إلى قصة ذي القرنين، وتكبر إبليس واستكباره حين رفض السجود لآدم عليه السلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى