مقال

عنوان الإيمان الصحيح

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن عنوان الإيمان الصحيح
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله خلق الخلق فأتقن وأحكم، وفضّل بني آدم على كثير ممن خلق وكرّم، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، يليق بجلاله الأعظم، وأشكره وأثني عليه على ما تفضل وأنعم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأعز الأكرم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالشرع المطهر والدين الأقوم، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد، إن مما يثبتك على الطاعة هو قراءة سير العلماء والعباد وكيف كانت طاعتهم لله تعالى فان ذلك مما يشحذ الهمم و يقوي العزيمة ويرفع الهمة، فمن وسائل الثبات صحبة الأخيار ولزومهم والحذر من صحبة الأشرار، فمصاحبة العلماء والصالحين والدعاة والمؤمنين، والجلوس معهم، من أكبر العون على الثبات.

وجاء في قصة الرجل الذي قتل تسعة وتسعين إنسانا أنه سأل عن رجل عالم فقال له “من يحول بينه وبين التوبة، انطلق إلى أرض كذا وكذا، فإن بها إناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم، ولا ترجع أرضك فإنها أرض سوء” صحيح البخاري ومسلم، وقال فيه بعضهم كنت اذا وجدت فترة أو قال قسوة نظرت في وجه محمد بن واسع فاعمل على ذلك جمعة او قال شهرا، وقال لقمان لابنه يا بني جالس قوماً يذكرون الله بطاعته فإن كنت عالما نفعك علمك وإن كنت جاهلا علموك وإن نزلت عليهم رحمة أو رزق كان لك فيه معهم حظ، ومما يثبت المؤمن على الطاعة هو الدعاء فهو سلاح المؤمن وحصنه الذي يلجا إليه حيث قال الله تعالى في سورة آل عمران ” ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم” واعلموا يرحمكم الله إن لفعل الخيرات فوائد متعددة.

وثمرات يجنيها العبد في دنياه وآخرته ومنها أن فعل الخير عنوان للإيمان الصحيح، والعقيدة السليمة، والفطرة السليمة تهتدي إلى الخير وتشعر به، لأن الإنسان مفطور على البر والخير، وأن فعل الخير الزاد الحقيقى الذي ينفع الإنسان في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم، وأن القليل من فعل الخير مقبول عند الله تعالى، فيقول تعالى ” فمن يعمل مثقال ذرة خير يره” والمعنى أن أي فعل مهما كان قليلا، حتى لو كان مثقال ذرة فإن الله يجزيه على عمله، ويرى نتيجة فعله، واعلموا أن الله تعالى لا يضيع عمل عاملٍ من ذكر أو أنثى، فقال تعالى كما جاء فى سورة آل عمران ” فاستجاب لهم ربهم أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض” وأن فعل الخير من أخص خصائص المجتمع الإيمانى.

فقال تعالى كما جاء فى سورة الحشر” ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة” أى بمعنى يقدمون خدمة الآخرين ومصلحتهم العامة على المصلحة الشخصية الخاصة، ويطعمون الطعام للفقراء والمساكين ويقدمون لهم ما يحتاجون إليه من عون ومساعدة، ولا ينتظرون منهم أي مردود، وهذا هو المعنى الصحيح للتطوع، وكان فعل الخيرات من ألزم الأشياء اللازمة لرسول الله صلي الله عليه وسلم، يوم أن نزل عليه الوحي الالهي ودخل علي زوجه السيدة خديجة رضى الله عنها ويقول زملونى، زملونى، فوصفته صلي الله عليه وسلم بعمله مع المجتمع وحبه الخير للناس وأن ذلك يكون سببا في حفظ الله تعالى له.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى