مقال

قضية الإمام المهدي

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن قضية الإمام المهدي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأثنين الموافق 25 ديسمبر

الحمد لله رب العالمين وفق من شاء للإحسان وهدى، وتأذن بالمزيد لمن راح في المواساة أو غدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها نعيما مؤبدا، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله أندى العالمين يدا وأكرمهم محتدا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أهل التراحم والاهتدا وبذل الكف والندى، ومن تبعهم بإحسان ما ليل سجى وصبح بدا، وسلم تسليما سرمدا أبدا أما بعد، إن إتحاد المؤمنين حول قضية الإمام المهدي هو سبب مباشر لتعجيل الظهور، وليس المطلوب مجرد الاتحاد العقائدي، لأن ذلك حاصل منذ زمن بعيد، وإنما المطلوب هو الاتحاد على المستوى العملي، وعندما نتحدث عن اتحاد، فهذا يعني أنهم كالجسد الواحد الذي له رأس واحد يديره ويقوده، هذا الرأس الذي عبرت عنه مكاتبته.

وينبغي أن يكون هم المؤمنين تطبيق أحكام الله تعالى والتمسك بطاعته، فالإمام الصادق يتحدث بشكل واضح أن حفيده المهدي المنتظر ما يخرج إلا في أولي قوة، والقوة لها جانبان، قوة مادية تأتي من خلال التجهيز والاستعداد والتدرب، وقوة في القلب والإرادة، وهذه تنتج من الثبات أمام الابتلاءات، وهناك رواية تصفهم إن قلب رجل منهم أشد من زبر الحديد لو مروا بالجبال الحديد لتدكدكت، لا يكفون سيوفهم حتى يرضى الله تعالي، وعن جابر بن عبد الله الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال في حديث طويل عندما سئل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أوصيائه، فعدّهم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن قال “ومن بعده، أي بعد الحسن العسكري، ابنه محمد، يدعى بالمهدي والقائم والحجة.

فيغيب ثم يخرج، فإذا خرج يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، طوبى للصابرين في غيبته، طوبى للمقيمين على محبته أولئك الذين وصفهم الله في كتابه” ولا شك أن زمن الغيبة زمن ابتلاءات وامتحانات صعبة تحتاج للكثير من الثبات والصبر، وهذا ما أكدت عليه الروايات أيضا، ففي الرواية عن الإمام الحسين رضي الله عنه “أما أن الصابر في غيبته على الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم” وأما بعد ظهور الإمام المهدي فسيكون ظهوره بين أصحاب لهم صفاتهم الخاصة ومن هذه الصفات الاستعداد والجهوزية، فالأمة المعدودة هم أصحاب المهدي في آخر الزمان ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلا كعدة أهل بدر، يجتمعون في ساعة واحدة كما يجتمع قزع الخريف.

ويتميز أصحاب الإمام الحجة بارتباطهم بالله سبحانه وتعالى وعبادتهم له وتهجدهم في الليل، وقد ورد في الحديث “رجال لا ينامون الليل لهم دوي كدوي النحل، يبيتون قياما على أطرافهم ويصبحون على خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار، وهم من خشية الله مشفقون” وإن الارتباط بالإمام الحجة المهدي ليس مجرد ارتباط بفكرة عقيدية غيبية بل بإنسان كامل حي جسدا وروحا يعيش بيننا يرانا ونراه يعرفنا ولا نعرفه يسددنا ويوجهنا بفضل الله وبأمر الله إلى حيث مصلحتنا ومصلحة الأمة وقد جعله الله تعالي أنه إمام الإنس والجن بل إمام الكون وقوامه، فلولا فضل الله ورحمته ثم وجود الإمام لساخت الأرض بأهلها، فهو أمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء كما ورد في الأحاديث المأثورة عنهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى