مقال

الدكروري يكتب عن أفكار الحركة الخبيثة

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أفكار الحركة الخبيثة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الأحد الموافق 31 ديسمبر

الحمد لله على جزيل النعماء، والشكر له على ترادف الآلاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إمام المتقين وسيد الأولياء، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله الأصفياء، وأصحابه الأتقياء، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن من أوائل من بدأ بالتركيز على المعتقدات الخاطئة الكاذبة والأفكار الهدامة وإبرازها هي الحركة الماسونية وأذنابها من المستعمرين الحاقدين أو ممن تلبس بلباس الإسلام من المنهزمين وكان متأثرا ببعض نظم تلك الحركة ولست مبالغا فإن هذه المنظمة العالمية قد بنت ركائز فكرها، ودعائم منهجها على ثلاث مبادئ هم الحرية والإخاء الإنساني والمساواة، وهم يسعون لنشرها بكل ما أوتوا من قوة مادية أو معنوية.

حتى يتلقفها الجهلة ويكونوا بوقا لنشرها والتعريف بها، وقد ذكر الأستاذ عبد الله التل في كتابه “جذور البلاء” مترجما لكلام اليهود في بروتوكولاتهم ما نصه “كنا أول من اخترع كلمات الحرية والإخاء والمساواة التي أخذ العلماء يرددونها في كل مكان دون تفكير أو وعي، وهي كلمات جوفاء لم تلحظ الشعوب الجاهلة مدى الإختلاف بل التناقص الذي يشيع في مدلولها، إن شعار الحرية والمساواة والإخاء الذي أطلقناه، قد جلب لنا أعوانا من جميع أنحاء الدنيا” وبغض النظر عن صحة البروتوكولات ونسبتها للماسونية اليهودية أو عدمها فإنهم قطعوا على أنفسهم عهدا بنشرها ليغزوا بها عقول المسلمين، ولهذا فقد أصدر المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي فتوى قيمة.

بعد أن اطلعوا على أفكار تلك الحركة الخبيثة، وما يهدفون إليه من نشر الثقافات الكافرة والكتابات الماكرة وكان في تلك الفتوى ما نصه “أنها، أي الحركة الماسونية تبني صلة أعضائها بعضهم ببعض في جميع بقاع الأرض على أساس ظاهري للتمويه على المغفلين وهو الإخاء الإنساني المزعوم بين جميع الداخلين في تنظيمها دون تمييز بين مختلف العقائد والنحل والمذاهب، وعليه راجيا أن يُفهم ما أعنيه، فلو أطلق البعض هذا المصطلح لأجل تلك البنوة من آدم وحواء وليس له إلا هذا المراد فقط لهان الخطب وأصبح الأمر قابلا لوجهات النظر، من حيث أصل هذا المصطلح ، ولكن هل يريد هؤلاء العصرانيون أن يثبتوا هذا المبدأ بهذا التفصيل أم أن وراء الأكمة ما ورائها، وأن المراد غير ما يظهر، وأن الجوهر بخلاف المظهر؟

وإن من أهداف المدرسة العصرانية ومقاصدها في التلويح بهذا المبدأ هو تمييع عقيدة البراء من الكفار وبغضهم وعدواتهم واستبدال ذلك بالدعوة إلى محبتهم ومودتهم ومصاحبتهم، إلى غير ذلك من العبارات التي يحاولوا أن يسترضوا بها الكفار، لتربط بينهم وبين المسلمين بوشيحة الإخاء وحين يقتنع المسلم بهذه الدعوات المنهزمة فإنه سيقل إحساسه بخطر الكفار، وأهمية البراءة منهم بل سيحصل بينه وبينهم نوع من الانسجام الفكري والتنازل العقدي بغية الإجتماع على قواسم مشتركة، فانظروا إلى الخليل إبراهيم عليه السلام إمام المسلمين ومن معه من الأنبياء كيف صرحوا بعداوة قومهم وبغضهم لأن الله تعالي لا يبيح لهم موالاتهم أو مؤاخاتهم باسم القومية لأي هدف كان حتى يتحقق فيهم الإيمان بالله قولا وعملا واعتقادا.

وأوجب الله علينا التأسي بهم ذلك لأن مؤاخاة الكفار بأي شكل من الأشكال ولأي غرض من الأغراض لا يكون أبدا إلا على حساب العقيدة والأخلاق بل لا يكون إلا بخفض كلمة الله واطراح حكمه ونبذ حدوده ورفض وحيه ومهما ادّعوا من الأخوة الإنسانية والعمل لصالح الوطن ومقاومة أعدائه ونحو ذلك من التسهيلات المفرضة، فإن المصير المحتوم للمسلمين هو ما ذكرناه من تجميد رسالة الله وإقامة حكم مناقض لإعلاء كلمته والجهاد الصحيح في سبيله وتحكيم شريعته، وما قيمة الإسلام إذا لم يكن هو الحاكم ظاهرا والمهيمن باطنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى