مقال

حماة حقوق الإنسان

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن حماة حقوق الإنسان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الأحد الموافق 31 ديسمبر

الحمد لله المتفرد بالعظمة والجلال، المتفضل على خلقه بجزيل النوال، أحمده سبحانه وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره، وهو الكبير المتعال، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الداعي إلى الحق، والمنقذ بإذن ربه من الضلال، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه خير صحب وآل، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم المآل، ثم أما بعد إن الله عز وجل قد جعل المسلم الذي يميت مسلما بأي وسيلة أو كيفية فمن يقتله بحقنة كمن يقتله بحبّة، كمن يقتله بجرعة سم، كمن يقتله بخنجر، كمن يقتله بمسدس، جعل هؤلاء جميعا في نار جهنم خالدين مخلدين فيها أبدا، وجعل هذا الذنب، وهذا الوزر في نظر رب العالمين، وعند أحكم الحاكمين، لا يماثله إثم ولا ذنب.

فاسمعوا إلى مبلغ شناعته، وإلى درجة فظاعته حيث يقول فيه الحبيب صلى الله عليه وسلم ” لزوال الدنيا وما فيها أهون علي الله من قتل مسلم بغير حق” وكما نهى ديننا الإسلامي الحنيف عن ضرب الخدم والحريم كما يحدث من بعض الجاهلين، فنهى عن الضرب على الرأس، والضرب على الوجه، والضرب في الأماكن الحساسة، ولم يبيح الضرب للطفل الذي يتعلم إلا على اليدين، أو على القدمين، وجعله آخر الدواء، وليس أول الدواء، لأنك إذا استخدمت آخر الدواء ولم ينفع، فماذا تستخدم بعد ذلك؟ ولكنه استخدم التشجيع مع أبناء الصحابة، والحافز مع أبناء إخوانه، وكان يشجعهم ويثني عليهم ويحضر سباقاتهم، ويوزع الجوائز عليهم، ليعلمنا بشرعه الشريف، وخلقه المنيف أن هذا دين تكريم الإنسان.

ولذلك فقد نهى عن صلب أي إنسان، ولو كان مخالفا لنا في الديانة، ونهى عن التمثيل بإنسان ولو قبضنا عليه في ميدان القتال، والتمثيل بإنسان أي لا تقطعوا الآذان والأناف والأيدي والأرجل تشفيا وانتقاما من المحاربين، كما يفعل في زماننا هذا من يتشدقون بأنهم حماة حقوق الإنسان، وأنهم هم الذين يضمنون حقوق الإنسان، فأين هؤلاء من تعايم ديننا الحنيف ؟ وأين هم من ديننا الحنيف الذي كرم الإنسان أعظم تكريم، بل جعل حتى دين الله القويم ليس من حق مؤمن أن يكره أحدا على اعتناقه، فأظهر له محاسن الدين بالحُجّة والبرهان فإن اقتنع فبها ونعمت، وإن لم يقتنع قل لهم ” لكم دينكم ولي دين” فلا أظلمه، ولا أسبّه، ولا أشتمه لأنه لم يؤمن بديني لأن ديني يحترم إنسانية الإنسان وبلغ من إنسانيته صلى الله عليه وسلم.

إنه كان يقف إذا مرت به جنازة ليهودي، فيقولون يا رسول الله لماذا تقف؟ إنه يهودي فيقول صلوات الله وسلامه عليه ” أليس إنسانا؟ فيقف تكريما لبني الإنسان، لأن الله كرّم كل بني الإنسان، وإن اختلفوا معه في الأديان، وذلك الذي جاء به في القرآن الكريم على لسان النبي العدنان صلوات الله وسلامه عليه، فاللهم انا نسالك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلا أن ترزقنا رزقا حلالا فاللهم ارزقنا رزقا حلالا وابعدنا عن ما يضرنا في ديننا ودنيانا إنك على كل شئ قدير وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى