مقال

تناغم وتقارب القلوب .. بقلم حماده صبري

تناغم وتقارب القلوب .. بقلم حماده صبري
إن الله عزوجل له حِكم عديدة لا نعلم عنها شيئا، فإنه يغرس البعض منها في قلوب مع بعض من بني أدم لحكمة يعلمها.

فإذا أحب الله عبدا من عباده ينادى في أهل السماء ويقول إني أحب فلان فأحبوه، فيحبه أهل السماء، وينزل ملائكته إلى الدنيا فيقولوا أحبوا فلان فيحبه أهل الأرض.

ذلك الحب المتنزه من كل شائبة، ولا يتغير مهما مرت عليه الصعوبات، ولا السنين، فإنه باقٍ إلى أن يأتي الأجل، وبعده سيبقى ذكرى مخلدة في الوجدان وفي النفوس.

وتقارب القلوب بعضها ببعض نعمة جليلة، كرم الله بها بعضًا من عباده لحكمة يعلمها الخالق عزوجل، إما لتقارب الانسان لأخيه الإنسان في الفكر، أو لتخفيف المعاناة من الضغوطات التي نمر بها ومشاركتنا في الحياة بشتى صورها.

منها ما هو مُفرح، ومنها ما هو مُحزن، فعلى سبيل المثال يُسخر لنا الخالق من يبحث عنا ونبحث عنه في الغيبيات التي لا حكمة لنا فيها ولا إرادة.

تناغم وتقارب القلوب .. بقلم حماده صبري
تناغم وتقارب القلوب

لتتقارب تلك القلوب وتمتزج ببعضها البعض، وتكتمل الأجزاء الناقصة في كلتا الشخصيتين، فهذا هو الكمال المطلق من الذات الإلهية لحب الخالق لعبده، عندما يسخر لك الخالق إنسان يهتم لأمرك، ويخاف عليك دون سبب؛ فاعلم أنه سيجذبك إليه دون تردد، وستتم اكتمال شفرة إلهية بينكم، دون أن ينطق أحدكم للآخر.

سيتم التواصل الروحاني بينكم دون حواجز، حتى و إن تم الإختلاف بينكم في يوم من الأيام، لن يمكنكم الإبتعاد عن بعضكم البعض، مهما بلغت الأسباب حدتها سيكون مصيركم معلق ببعض كحبل الوريد سيشعر كلا منكم بافتقاد الأخر لأن الحياة لن تكتمل الا بوجودكم سويا.

وصدق الحديث الشريف عندما أخبرنا عن عائشة رضي الله عنها، قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: «الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف».

وكثيرا ما نسمع ونشاهد عن انفصال بعض البشر بعضهم لبعض؛ لأن الاكتمال ناقص، فأصبحت هناك فجوات أدت إلى الاختلاف والإنفصال.

وعلي سبيل المثال نجد الكثير من المرتبطين عاطفيا ينفصلون عن بعضهم البعض في فترات متقاربة، حتي في العائلات والأسر يحدث الاختلاف التنافر بين أفراد الأسرة.

وهذا إن دل فإنه يدل على علم الخالق بما تحويه هذه القلوب من مكر، ودهاء، وعدم مصداقية الشخص للآخر، فلا يتم الترابط والانسجام.

لكن إن وجد لا يمكن لأى سبب من الأسباب أن نجد إختلاف أو تنافر، وما نشاهده الآن في مجتماعتنا، أن الحياة قد طغت على بعض القلوب وزال منها الحب، وحلت محلها المصلحة الشخصية والأنانية.

فإن تقارب القلوب يلغي ما هو مستحيل كالحدود والمسافات والزمن، وإن تقاربت الأجساد، لن يدوم إن لم تتقارب القلوب والأرواح بعضها ببعض، فتلتصق أرواحنا قبل أجسادنا.

ما أروعها من وجد لنفسه من يمتزج منه وتتقارب أرواحهم معا، كالذي ينظر في عينيك ويدرى ما يدور بخلدك دون أن تنطق بكلمة واحدة، يفهمك من صمتك.

أبعدنا الله وإياكم عن النفوس القاسية قلوبهم، وتقاربت قلوبكم بعضها لبعض لمن أراد الله له البقاء في حياتكم علي امل ان يجمعني واياكم في لقاء جديد لكم مني كل الحب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى