دين ودنيا

الدكروري يكتب عن الإختلاف على الأرض بين الإيمان والكفر

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن الإختلاف على الأرض بين الإيمان والكفر

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم الأثنين الموافق 1 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين الذي أنزل شريعة الإسلام هدى للناس ورحمة للعالمين، وجعلها لنا صراطا مستقيما يهدي بنا إلى سعادة الدارين، والشكر له أن هدانا إلى الإسلام، وفضلنا على العالمين أجمعين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله إمام الخاشعين، اللهم صل وسلم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبون الطاهرون، الحافظين لحدودك يا ربنا والخاشعين لك، ثم أما بعد، لقد خلق الله عز وجل الإنسان وسيره في الحياة، بداية ونهاية، وضعفا وقوة، لمن دلائل قدرة الخالق سبحانه وتعالى، وجعل للجنين في بطن أمه أطوارا ينمو فيها شيئا شيئا حتى يأذن بخروجه إلى الدنيا ضعيفا ثم يقوى، ثم يضعف، حتى ينتهي إنها لعبرة وإنها لدليل قدرة فتبارك الله أحسن، رزق الإنسان العقل.

وسخر له الخلق، وأمره بحمل الأمانة وعمارة الأرض، وإقامة الدين له تعالى فآمن أقوام، وكفر آخرون فكان الاختلاف والإحتراب على الأرض بين الإيمان والكفر، بين الهدى والضلال، بين الحق والباطل قائما إلى قيام الساعة، وقد أخبرنا أنه تعالى ينصر المؤمنين، ويهلك المكذبين، فمن الذي أغرق فرعون وجنده؟ ومن أرسل الريح على عاد وقومه؟ ومن أهلك ثمود بالصيحة؟ ومن خسف بقارون وداره؟ ومن دمر جموعا من المعاندين؟ ومن نصر أولياءه المؤمنين، وأظهر عباده المتقين؟ إنه الله تعالى وهو على كل شيء قدير، ولقد حذرنا الله سبحانه وتعالى من التمرد والعصيان، وأبان لنا عاقبة ذلك، وضرب لنا الأمثال بمن قلبنا، وأوضح لنا أنه على كل شيء قدير، فقال في المكذبين ” وإنا علي أن نريك ما نعدهم لقادرون”

إنه الله سبحانه وتعالى حذرنا من عاقبة القعود عن نصرة الدين مهما كانت التبعات والتضحيات، وإذا قصرنا فهو قادر على أن يبدلنا بخير منا، وما نعمل من طاعات تنفعنا ولا تنفعه تعالى، وما نقارف من عصيان يضرنا ولا يضر الله تعالى شيئا، ولما استنفر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا من العرب فتثاقلوا عنه أمسك الله عز وجل عنهم القطر فكان عذابهم، ولا يستطيع أحد من الخلق أن يملك النفع والضر مهما بلغ، بل ذلك بيد الله سبحانه وتعالى، واعلموا يرحمكم الله إن محبة النبي صلى الله عليه وسلم تقتضي متابعته وطاعته، فمن ادعى محبة النبي صلى الله عليه وسلم بدون متابعته والتمسك بسنته وترك البدع المحدثة في الدين، فهو لم يصدق في دعواه فمحبة الله ومحبة رسوله تكون بالطاعة والامتثال.

وطاعة الرسول هي طاعة لله، ومن علامة محبة العبد لله ولرسوله أن يحب من يحبهم الله ورسوله من الأشخاص وأن يحب كل ما يحبه الله ورسوله من الأقوال والأفعال حتى لو جرى منه تقصير في شيء منها، فالواجب علينا أن نحب الإحسان والمحسنين وإن كنا لسنا منهم ونحب التقوى والمتقين ونحب التوبة والتوابين، ونحب الطهارة والمتطهرين، ونحب المتمسكين بهدي القرآن والسنة، ويحذرنا الله تعالي من الوقوع في فتنة النساء فيقول تعالى كما جاء فى سورة النور “والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة وأن يستعففن خير لهن والله سميع عليم” وقوله تعالى “غير متبرجات بزينة” أي غير مظهرات ولا متعرضات بالزينة لينظر إليهن، فإن ذلك من أقبح الأشياء وأبعده عن الحق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى