مقال

أكمل الناس عبودية المعظم لله

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن أكمل الناس عبودية المعظم لله
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله حمدا يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه إلى يوم الدين ثم أما بعد، إن أكمل الناس عبودية المعظم لله المتعبد له بجميع أسمائه وصفاته، والله سبحانه له من الأسماء أحسنها، وأسماؤه مدح وتمجيد، وله من الصفات أكملها وأعلاها، وصفاته صفات كمال وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعة ” سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ” رواه النسائي وغيره، فله سبحانه وتعالى الكمال المطلق في كل شيء لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ” لا أحصي ثناء عليك انت كما اثنيت علي نفسك” رواه مسلم، وجميع من في السماوات ومن في الأرض ينزهون الله عن كل عيب ونقص.

وله عز وجل الخلق والأمر وحده، وأتقن ما صنع، وأبدع ما خلق، وقدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، والحكم حكمه ولا يشركه في ذلك أحد، لا رادّ لقضائه، ولا معقب لحكمه، حي لا يموت، جميع الخلق تحت قهره وقبضته، يميتهم ويحييهم، ويضحكهم ويبكيهم، ويغنيهم ويفقرهم، ويصورهم في الأرحام كيف يشاء، سبحانه، يدبرها كيف شاء، وقلوب العباد بين أصبعيه يقلبها كيف شاء، ونواصيهم بيده، وأزمة الأمور معقودة بقضائه وقدره، لا ينازعه منازع، ولا يغلبه غالب، فسبحانه سبحانه لا راد لعذابه إن نزل، ولا رافع له إن حل سواه، يخلق ما يشاء ويختار، ويفعل ما يريد، لا يسأل عما يفعل والخلق يسألون، قائم بنفسه، مستغن عن خلقه، ومهيمن عليهم جميعا.

ومفاتيح الغيب عنده لا يعلمها إلا هو، وأخفى علمها حتى عن الملائكة، هو ملك عظيم يدبر أمر عباده، يأمر وينهى، ويعطي ويمنع، ويخفض ويرفع، أوامره متعاقبة على تعاقب الأوقات، نافذة بحسب إرادته ومشيئته، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فقال تعالى ” يسأله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن ” وهو سبحانه عظيم رحيم كريم عليم حكيم، يفرج كربا، ويجبر كسيرا، ويغني فقيرا، ويجيب دعوة، علمه وسع كل شيء، يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن، لا تتحرك ذرة فما فوقها إلا بإذنه، ولا تسقط ورقة إلا بعلمه، لا تخفى عنده خافية، استوى عنده السر والعلانية، يسمع أصوات المخلوقين وهو على عرشه، وأفعال العباد في ظلمة الليل البهيم لا تخفى عليه، ويرى وهو فوق سماواته دبيب النملة السوداء، على الصخرة الصماء، في الليلة الظلماء.

خزائنه ملأى في السماوات والأرض، ويداه مبسوطتان بالسخاء، سحاء الليل والنهار ينفق كيف يشاء، كثير العطاء واسع الجود، يعطي قبل السؤال وبعده، وينزل إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير من الليل ويقول ” من يسألني فأُعطيه” ومن لم يسأله يغضب عليه، وأبواب عطائه فتحَها لخلقه فسخر بحارا وأجرى أنهارا وأدر أرزاقا، ساق للخلق أرزاقهم، فرزق النملة في قرار الأرض، والطير في الهواء، والحيتان في الماء، ورزقه وسع الجميع، فساق إلى الجنين رزقه وهو في رحم أمه، وإلى الجلد القوي في ملكه، كريم يحب العطاء والكرم، إذا سُئل أعطى، وإذا رُفعت إلى غيره حاجة لا يرضى، وكل خير فهو منه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى