مقال

التشريع الإسلامي الحقوقي

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن التشريع الإسلامي الحقوقي
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شيء، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صلي وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم، أما بعد لقد وضح لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفه أنه من جعلناه على عمل وأعطيناه على ذلك مالا، فلا يحل له أن يأخذ شيئا بعد ذلك، فإن أخذ فهو غلول، والغلول هو الخيانة والاختلاس من أموال المسلمين، وروى الإمام مسلم وغيره عن ابن عباس عن عمر رضي الله عنهما، قال لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا فلان شهيد،

وفلان شهيد، حتى مروا على رجل، فقالوا فلان شهيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “كلا والذي نفسي بيده إني رأيته في النار في بردة غلها، أو عباءة غلها” ثم قال صلى الله عليه وسلم “يا ابن الخطاب اذهب فنادي في الناس أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون” فإن اختلاسه وأخذه من المال العام هذا الشيء اليسير قبل أن يوزع على المسلمين مع جهاده وشرف صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يشفع له عند الله تعالي فكيف بمن يعبث ويسرق ويختلس الأموال والعقار، ألا يخاف الله؟ وإن هذا التشريع الإسلامي الحقوقي السمح الفذ المتفرد الذي جاءت به هذه الشريعة الإسلامية المكرمة، والذي لم يغادر صغيرة ولا كبيرة من حقوق الفرد والمجتمع والأمة ومن واجبات كل فريق إلا أحصاه وبيّنه، وأوضح دقائقه.

وجلى غوامضه، بعيدا عن الأنظار البشرية القاصرة، المحدودة بحدود الأزمنة والأمكنة، سالما من علل الأهواء المتبعة وأوضار المصالح الشخصية، وأدران القوميات والعصبيات المتفرقة لأنه تشريع رب العالمين، وحُكم أحكم الحاكمين، وإن ما وصلنا إليه الآن من أكاذيب وإشاعات وأقوال باطله كل ذلك يدعوا الى زعزعة الأمن والاستقرار فى البلاد ويجب أن نتصدى بكل قوه الى هذا الإرهاب الغاشم الذى يحاول بل يسعى مجاهدا على تفتيت الوحده وتفريق الشمل بين صفوف ابناء الوطن، ويجب أن نعلم جميعا أن الإرهاب يطلق على جميع الأعمال العدوانية التي تحدث الخوف في القلوب، والرهبة في النفوس، والاضطراب في الأمن، ولكن الذي لا يصح قوله أن يتخذ ذريعة ضد الإسلام وأهله، والدعوة إلى الخير.

فالإرهاب صناعة غريبة على المسلمين، أتت من خارج بلدانهم، وهي من صنع أعداء الله الماكرين ليكون ذلك دافعا لهم للوقوف أمام المد الإسلامي الجارف على مستوى العالم بأسره، وكلمة الإرهاب التي نقصدها هي قتل المؤمنين، وتخويف الآمنين، وهتك حرمة المعاهدين، واستهداف الأبرياء، وتدمير المنشآت، وتشويه سمعة الدين وتفتيت الوحده بين أبناء الوطن الحبيب، فكل أعمال العنف التي ترتكب باسم الإسلام، تجر المسلمين إلى متاهات معتمة، ومشاكل جمة، وتستعدي عليهم العالم بأسره، وتجلب لهم المشقة والعنت، وغير ذلك مما هو واضح البيان للقريب والبعيد، لذا وجب علينا فهم هذا المسمى، وأثره على المسلمين،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى