مقال

النفع والصلاح للإنسان

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن النفع والصلاح للإنسان
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله شارح صدور المؤمنين، فانقادوا إلى طاعته وحسن عبادته، والحمد له أن حبب إلينا الإيمان، وزينه في قلوبنا، يا ربنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، ونشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، وصلى اللهم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أجمعين، أما بعد، لا شك أن الإنسان الذي يراد له أن يؤدى عمله ويتقنه لابد له من مهارة وإعداد وذلك صلب عملية تنمية الموارد البشرية، وأيضا فإن هناك التغيير فتنمية الموارد البشرية تسعى لتغيير إمكانات الإنسان ومهاراته نحو الأفضل فهى تهيئ له فرصة التدريب والتوجيه والسعي نحو اكتساب كل جديد في حياته، ما أمكنه ذلك، والتغيير سنة الحياة، لكن التغيير المقصود هو الذي يعود بالنفع والصلاح على الإنسان، فليس التغيير مطلوبا لذاته.

وإنما هو مطلوب لغاية إيجابية يعمل من أجلها، ولذلك جعل الله سبحانه وتعالى إرادة التغيير وهو سبحانه وتعالى القادر على كل شيء، بإرادة الإنسان ذاته، فقال تعالى كما جاء فى سورة الرعد ” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسم وإذا إراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال ” وقال تعالى كما جاء فى سورة الأنفال ” ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم” وأيضا فإن هناك الأمانة إذ عليها المعول في ضبط أى سلوك إنسانى، وليست الأمانة حفظ الحقوق والأموال فقط، بل الأمانة في كل شيء، ومن أبرزها أمانة الدين ثم أمانة العمل، إن ما تعانيه كثير من المؤسسات العالمية والمحلية من فساد وخلل وانهيار، إنما يعود في كثير منه إلى فقد الأمانة.

أو ما يطلق عليه غياب أخلاقيات المهنة، إذ بفقد ذلك تنهار قيم العمل وضوابطه، وتشيع قيم أخرى هي للفساد أقرب منها للصلاح، ولا شك أن غياب الأمانة إنما يعود في جزء كبير منه إلى غياب الإيمان، كما يعود أيضا إلى غياب مفاهيم التنمية البشرية الصحيحة التي تقوم على البناء الأخلاقي للإنسان، وقد أعطى الإسلام أهمية كبرى للأمانة فقال سبحانه وتعالى ممتدحا عباده المؤمنين كما جاء فى سورة النور ” والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون” وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تضييع الأمانة فقال ” إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، قالوا كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ” رواه البخاري.

واعلموا يرحمكم الله أن من أشكال الإنسانية هو الجدليات وهي تفترض تحولات ومنعطفات متناقضة حول الإنسانية، فقد اعتبر النقاد في أوائل القرن العشرين الإنسانية عاطفية أو وجدانية كما كانوا يدعون للعودة للمجتمع السلطوي الرجولي الذي ساد في العصور الوسطى، وأيضا هناك الإنسانية الشاملة وهي تتبنى إدراك شامل للجنس البشري وكل ما يتعلق به في الحياة مع البقاء على تعريف الاتحاد الدولي فيما يتعلق بحياة الفرد، ومن عصر النهضة إلى الإنسانية الحديثة قام كل من غاليلو وإيراسموس بالتطور من عصر النهضة إلى الإنسانية في القرن التاسع عشر والعشرين، أما الناقد غينيس أوضح أن كلمة إنساني تعد مصدرا لقلق البشرية، وفي عصر النهضة تطورت النزعة الإنسانية العلمانية وخاصة بعد الانقسام بين العقل والدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى