مقال

آداب الخروج من المسجد

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن آداب الخروج من المسجد
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 9 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين خلقتنا من عدم وكبرتنا من صغر وقويتنا من ضعف وبصرتنا من عمى وأسمعتنا من صمم وأمنتنا من خوف وأعززتنا من ذل وكسيتنا من عري وعلمتنا من جهل وأغنيتنا من فقر وهديتنا من ضلالة، لك الحمد بالإيمان ولك الحمد بالقرآن لك الحمد بالأهل والمال والمعافاة كبت عدونا وأظهرت أمننا ومن كل ما سألناك ربنا أعطيتنا فلك الحمد ربي حتى ترضى ولك الحمد على حمدنا إياك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد كما أن لدخول المسجد آداب فإن للخروج من المسجد أيضا آداب راقية وسنن تنظيمية فالمسلم بعد أن أدى العبادة المطلوبة منه لا بد أن يتحلى بآثار هذه العبادة.

في تحسين ذوقه والارتقاء به إلى السنة الصحيحة فالسنة الصحيحة هي الكمال الذوقي بعينه، ومن هذه الآداب ألا يسرع بالخروج من المسجد قبل النساء حتى لا يشكل ازدحاما أو اختلاطا لا يرضاه الإسلام، فإذا اجتمع نساء ورجال في المسجد فإن خروج الطرفين في وقت واحد يحدث نوعا من الاختلاط غير المحمود ولذلك وجّه الإسلام أن تخرج النساء أولا ثم بعد ذلك يخرج الرجال فعن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت “إن النساء في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كن إذا سلمن من المكتوبة قمن وثبت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن صلى من الرجال ما شاء الله، فإذا قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قام الرجال” قال ابن حجر في الفتح وفي الحديث مراعاة الإمام أحوال المأمومين.

والاحتياط في اجتناب ما قد يفضي إلى المحذور، وفيه اجتناب مواضع التهم، وكراهة مخالطة الرجال للنساء في الطرقات فضلا عن البيوت، ومقتضى التعليل المذكور أن المأمومين إذا كانوا رجالا فقط أن لا يستحب هذا المكث، وعليه حمل ابن قدامة حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا سلم لم يقعد إلا مقدار ما يقول ” اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام ” وكما أن من الآداب الأخرى أن يدعو بدعاء الخروج من المسجد، وقال الطيبي لعل السر في تخصيص الرحمة بالدخول والفضل بالخروج أن من دخل اشتغل بما يزلفه إلى ثوابه وجنته، فيناسب ذكر الرحمة، وإذا خرج اشتغل بابتغاء الرزق الحلال فناسب ذكر الفضل.

وبعض الناس يحدث زحمة عند الخروج من المسجد لا سبب لها فهو ليس منشغلا ولا مستعجلا ولكنه يهرب من المسجد بسرعة ولو تعبد الله بالانتظار قليلا لأخذ ثواب الاعتكاف وثواب دفع الأذى عن المسلمين، وآخرون من المسلمين يحدثون جلبة غريبة عند الخروج من المسجد وخاصة عندما يرمي أحدهم حذاءه على الأرض فيزعج جاره ويحدث غبارا يسد أنوف المصلين، كما أنه يشوش على من بقي في المسجد مصلّيا، وقد أباح الإسلام للمرأة أن تخرج إلى المسجد وتصلي فيه ولم يشترط لذلك شرطا سوى عدم الفتنة وإذن الزوج وقد أفرد الإمام مسلم بابا أسماه باب خروج النساء إلى المساجد إذا لم يترتب عليه فتنة، وأنها لا تخرج مطيبة، ويلحق بالطيب ما في معناه لأن سبب المنع منه ما فيه من تحريك داعية الشهوة كحسن الملبس والحلي الذي يظهر والزينة الفاخرة وكذا الاختلاط بالرجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى