مقال

ميراث النبي عليه السلام

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن ميراث النبي عليه السلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 9 يناير 2024

الحمد لله مُعزّ من أطاعه واتقاه ومُذل من خالف أمره وعصاه وفّق أهل طاعته للعمل بما يرضاه، وحقق على أهل معصيته ما قدره عليهم وقضاه، أحمده سبحانه على حلو نعمه ومر بلواه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا رب لنا سواه، ولا نعبد إلا إياه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ونبيه ومصطفاه فطوبى لمن والاه وتولاه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين جاهدوا في الله حق جهاده، وكان هواهم تبعا لهداه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد إن من الحكمة في الإسلام أن يؤتى برجل ولو كان كافرا، يسمع كلام الله، ويسمع الخطبة، ويسمع قراءة الإمام، فإن هذا جائز عند أهل العلم، والمقصود الأعلى في هذا أن نسمع الناس الحجة، أن نسمعهم كلام الله، وأن نبلغ دعوتنا للناس.

وها هو لم نقدم للغرب شيئا ونحن عالة عليهم في عالم المادة، فالواجب أن نقدم لهم الإيمان، كما يقول كريسي موريسون قدمنا لكم الثلاجة والبرادة والطائرة والصاروخ وما قدمتم لنا الإيمان، وكما كان هناك أثر لرسالة المسجد في المجال العلمي فقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم من المسجد جامعة لنشر العلم وتخريج العلماء، وقد كانت بلاغته وفصاحته هما السبيل لذلك، فجعله جامعة كبرى للعقائد، والأخلاق والسلوك والآداب والشعر والخطابة والطموح، والرسول صلى الله عليه وسلم، أكثر حلقاته وتعليمه في المسجد، وهذا هو الميراث الذي تركه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه مر بسوق المدينة فوقف عليها، فقال يا أهل السوق ما أعجزكم؟ قالوا وما ذاك يا أبا هريرة ؟

قال ذاك ميراث النبي عليه السلام، يقسم وأنتم ها هنا تذهبون فتأخذوا نصيبكم منه، قالوا وأين هو ؟ قال فـي المسجد فخرجوا سراعا ووقـف أبو هريرة رضي الله عنه لم يبرح مكانه حتى رجعوا فقال لهم ما بكم ؟ فقالوا يا أبا هريرة قد أتينا المسجد فدخلنا فيه فلم نري شيئا يقسم، فقال لهم أبو هريرة رضي الله عنه وما رأيتم في المسجد أحدا؟ قالوا بلى، رأينا قوما يصلون وقوما يقرأون القرآن، وقوما يتذاكرون الحلال والحرام، فقال لهم أبو هريرة رضي الله عنه ويحكم فذاك ميراث محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يقتصر العلم على الرجل فلقد خرجت المرأة إلى المسجد لتأخذ بحظها من العلم، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال النساء للنبي صلى الله عليه وسلم ” غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك،

فوعدهن يوما لقيهن فيه، فوعظهن وأمرهن، فكان فيما قال لهن “ما منكن امرأة تقدم من ولدها إلا كان لها حجابا” أي من النار، فقالت امرأة واثنين؟ فقال واثنين “البخاري ومسلم، وكما كان هناك أثر لرسالة المسجد في المجال الطبي فيجوز تمريض المريض في المسجد للحاجة، واستدل أهل العلم في الحديث الصحيح أن سعد بن معاذ رضي الله عنه جرح في غزوة الخندق فوضعه رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ليزوره من قرب، يقول سعد بن معاذ اللهم إن كنت أبقيت حربا لرسولك مع يهود فأبقني، وإن كنت أنهيت الحرب فاقبضني إليك، فثار جرحه ومات، وتقول السيدة عائشة رضي الله عنها كما ذكر الذهبي في ترجمة سعد تقول والذي نفسي بيده.

إني كنت أعرف بكاء الرسول عليه الصلاة والسلام من بكاء أبي بكر وعمر من وراء الباب، وكان أبو بكر يقول وا كسر ظهراه عليك يا سعد، واكسر ظهراه عليك يا سعد”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى