مقال

عودة سلمة إلي وطنه

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن عودة سلمة إلي وطنه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 11 يناير 2024

الحمد لله الذي جعل البيعة أساس التقوى والطاعة، وجعل الطاعة أساس الوحدة والجماعة، وجعل الجماعة أساس التقدم والصناعة، وأشهد أن لا إله إلا الله أكرمنا بشرع ملؤه الأمن والأمان والعفاف والقناعة، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله أكرمه الله بالرحمة والشفاعة، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ذوي الإقدام والشجاعة، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الساعة، ثم أما بعد روي عن سلمة بن الأكوع أنه دخل على الحجاج بن يوسف الثقفي فقال يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك؟ تعربت؟ قال لا، ولكن رسول الله صلي الله عليه وسلم أذن لي في البدو، وفي هذا قال ولعله رجع إلى غير وطنه، أو لأن الغرض في ملازمة المهاجر أرضه التي هاجر إليها فرض ذلك عليه إنما كان في زمن النبي صلي الله عليه وسلم لنصرته.

أو ليكون معه، أو لأن ذلك إنما كان قبل فتح مكة، فلما كان الفتح وأظهر الله الإسلام على الدين كله، وأذل الكفر وأعز المسلمين سقط فرض الهجرة، وقال النبي صلي الله عليه وسلم ” لا هجرة بعد الفتح” وقال مضت الهجرة لأهلها، أي الذين هاجروا من ديارهم وأموالهم قبل فتح مكة لمواساة النبي صلي الله عليه وسلم وموازرته ونصرة دينه وضبط شريعته، ومعني قوله أذن لي في البدو أي في الخروج إلى البادية، وعن زياد بن ميناء قال كان ابن عباس وأبو هريرة وجابر ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع مع أشباه لهم يفتون بالمدينة ويحدثون من لدن توفي عثمان إلى أن توفوا وعن عبادة بن الوليد أن الحسن بن محمد ابن الحنفية قال اذهب بنا إلى سلمة بن الأكوع فلنسأله فإنه من صالحي أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم القدم.

فخرجنا نريده فلقيناه يقوده قائده وكان قد كف بصره، وعن يزيد قال كان سلمة يتحرى الصلاة عند الأسطوانة التي عند المصحف، فقلت له يا أبا مسلم أراك تتحرى الصلاة عند هذه الأسطوانة، قال رأيت النبي صلي الله عليه وسلم يتحرى الصلاة عندها، ومعني عند الأسطوانة هي المعروفة بأسطوانة المهاجرين، وذكر الحافظ العسقلاني أن المهاجرين من قريش كانوا يجتمعون عندها، وروى عن الصديقة أنها كانت تقول لو عرفها الناس لاضطربوا عليها بالسهام، وإنها أسرتها إلى ابن الزبير فكان يكثر الصلاة عندها، وعن عبد الله بن أبي بكر ومن لا أتهم عن عبد الله بن كعب بن مالك كل قد حدث في غزوة ذي قرد بعض الحديث أنه كان أول من نذر بهم سلمة بن عمرو بن الأكوع غدا يريد الغابة متوشحا قوسه ونبله.

ومعه غلام لطلحة بن عبيد الله معه فرس له يقوده حتى إذا علا ثنية الوداع نظر إلى بعض خيولهم فأشرف إلى ناحية سلع ثم صرخ وا صباحاه ثم خرج يشتد في آثار القوم وكان مثل السبع حتى لحق القوم فجعل يردهم بالنبل ويقول إذا رمى خذها وأنا ابن الأكوع، واليوم يوم الرضع فإذا وجهت الخيل نحوه انطلق هاربا ثم عارضهم فإذا أمكنه الرمي رمى ثم قال خذها وأنا ابن الأكوع، واليوم يوم الرضع، وعن يزيد بن أبي عبيد قال لما قتل عثمان خرج سلمة إلى الربذة وتزوج هناك امرأة فولدت له أولادا وقبل أن يموت بليال نزل إلى المدينة قال الواقدي وجماعة توفي سنة أربع وسبعين قلت كان من أبناء التسعين وحديثه من عوالي صحيح البخاري، وعن يزيد بن خصيفة قال مولاه يزيد رأيت سلمة يصفر لحيته، وسمعته يقول بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على الموت وغزوت معه سبع غزوات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى