مقال

ضعاف الأحاديث في معاوية

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن ضعاف الأحاديث في معاوية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الخميس الموافق 18 يناير 2024

إن الحمدلله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدى الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد إن مما ورد من ضعاف الأحاديث في معاوية بن أبي سفيان هو ما أخرجه ابن أبي شيبة عن معاوية انه قال ما زلت اطمع في الخلافة منذ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إذا ملكت فأحسن” وهذا الحديث ضعيف ولكن لو فرض صحته فلا منقبة فيه لمعاوية بن أبي سفيان لان الله سبحانه وتعالى قد اطلع نبيه صلى الله عليه وسلم على ما سيجري بين أمته من الفتن والحروب وقد أخبر عنها بما اخبر وأشار إلى ما اشار.

وفي هذا الحديث اشارة إلى ان معاوية سيملك وقد صرح في احاديث صحيحة بأن ملكه ملك عضوض وقد أمره بالاحسان إذا ملك حيث لا سامع ولا مؤتمر وليس ذلك من قبيل البشارة والغبطة بملكه بل من باب الاخبار بالمغيبات والانذار بالفتنة واقامة الحجة عليه بتبليغه، وهذا الإخبار لا يستلزم حقية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر عن أمور كثيرة من هذا القبيل كفتن الخوارج وأن بني مروان ينزون على منبره كما تنزوا القردة وقد أخبر نبي الله موسى عليه والسلام بما ملك بختنصر الجبار الكافر وما سترتكبه بني اسرائيل فيكون الإخبار بهذه الامور دليل على حقيتها ولا يقول بهذا أحد ولكن أنصار معاوية بن أبي سفيان يتشبثون في تزكيته بمثل خيوط العناكب ضعفا ويلوون رؤوسهم عما ثبت فيه من المثالب.

ألا تراهم كيف تبجحون بما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أن عكرمة أخبره أن معاوية يوتر بركعة، فقال ابن عباس رضي الله عنهما دعه فانه فقيه قالوا إن الفقيه في عرف ذلك الزمن هو المجتهد وشهادة ابن عباس قطعيه وأطالوا في ذلك بما يضجر المطالع ويفسد ذهن السامع وقبلوا شهادة ابن عباس لمعاوية ونعم الشاهد ولم يقبلوا شهادة مولى كل مؤمن ومؤمنة علي الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه حيث يقول لمعاوية كما في نهج البلاغة دخلت في الاسلام كرها وخرجت منه طوعا وأسقطوا شهادته رضي الله عنه فيما نقله الثقاة عنه أنه قال إن معاوية وعمر وابن ابي معيط وحبيبا وابن ابي سرح ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن انا اعرف بهم منكم قد صحبتهم أطفالا ثم رجالا فكانوا شر أطفال وشر رجال.

ونبذوا أيضا شهادة قيس بن سعد بن عبادة الانصاري في كتابه إلى معاوية بن أبي سفيان الذي يقول فيه إنا انصار الدين الذي خرجت منه وأعداء الدين الذي دخلت فيه وأمثال هذه الشهادات على معاوية من كبار الصحابة كثيرة جدا لا يمكن حصرها، ولكن بماذا شهد ابن عباس رضي الله عنهما لمعاوية؟ قال انه فقيه حيث أوتر بركعة ، وأن الفقه بهذه المسألة التي خالف بها عمل النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه يكاد أن يكون من قبيل الحيل في دين الله تعالي ويوضحه قوله “دعه فلو كان ذلك محمودا لامره بالاقتداء به ” رواه الطبراني في الفردوس، وعن ابن عباس رضي الله عنهما ايضا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “آفة الدين ثلاثة فقيه فاجر وامام جائر ومجتهد جاهل.

أما الحديث الذي اشار إليه الامام النسائي فهو ما رواه الإمام مسلم عن ابن عباس رضى الله عنهما انه كان يلعب مع الصبيان فجاء له النبي صلى الله عليه وسلم فهرب وتوارى فجاءه وضربه بين كتفيه ثم قال اذهب فأدع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل ثم قال اذهب فأدع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل فقال “لا اشبع الله بطنه” وروي انه كان يأكل إلى أن يمل فيقول ارفعوا فوالله ما شبعت ولكن مللت وتعبت كأن داء أصابه بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى