مقال

تسلحوا بالإيمان والعمل الصالح

جريدة الأضواء

الدكروري يكتب عن تسلحوا بالإيمان والعمل الصالح
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 19 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله، الملك، الحق، المبين، وأشهد أن نبينا محمدا رسول الله صلي الله عليه وسلم وعلى آله، وصحبه، أجمعين، أما بعد إن مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة تفوز بها من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم ولم يره فسيكون سيكون رفيقه في الجنة، كما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة، فقال “السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، وددت أني قد رأيت إخواننا” فقالوا يا رسول الله، ألسنا بإخوانك؟ قال صلى الله عليه وسلم “بل أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد، وأنا فرطهم على الحوض” فقالوا يا رسول الله، كيف تعرف من يأتي بعدك من أمتك؟

قال “أرأيت لو كان لرجل خيل غر محجّلة في خيل دهم بهم ألا يعرف خيله؟” قالوا بلى يا رسول الله، قال “فإنهم يأتون يوم القيامة غرّا محجلين من الوضوء، وأنا فرطهم على الحوض، ألا ليذادن رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضال، أناديهم ألا هلمّ ألا هلمّ، ألا هلمّ، فيقال إنهم قد بدلوا بعدك، فأقول سحقا سحقا” وروى الإمام أحمد من حديث أبي جمعة رضي الله عنه قال تغدّينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعنا أبو عبيدة بن الجراح، فقال يا رسول الله، أحد خير منا؟ أسلمنا وجاهدنا معك قال ” نعم قوم يكونون من بعدكم، يؤمنون بي ولم يروني” واعلموا يرحمكم الله إنه حين يكثر الفساد، ويؤذى أهل الخير والصلاح فإن الخوف من العذاب هجيرا أهل البصائر، فاتقوا الله تعالى وأطيعوه، وتسلحوا بالإيمان والعمل الصالح.

فإن الأرض تموج بالفتن والمحن، وإن المفاصلة بين أهل الحق وأهل الباطل تتصاعد، وإن أمامكم فتنة القبر، وفزع الحشر، وشدة الحساب، ومجاوزة الصراط، ولا ثبات في كل ذلك إلا بالله تعالى، فهؤلاء شباب قامت عليهم الدعوة، وحاربوا من أجل إعلاء قول لا إله إلا الله محمد رسول الله، فأول سفير يتحدث باسم الإسلام خارج أرض الإسلام كان شابا في ريعان الشباب في العشرينات من عمره، استطاع هذا الشاب بلغة لم ولن تعرف الدبلوماسية المعاصرة لها مثيلا على الإطلاق إنه جعفر بن أبي طالب حين تحدث بين يدي النجاشي في بلاد الحبشة، وأول فدائي في الإسلام كان شابا في الثالثة والعشرين من عمره حين نام في فراش النبي صلى الله عليه وسلم وقد قدم روحه رخيصة لنصرة هذا الدين وللذود والذب عن سيد النبيين وإمام المرسلين.

إنه الإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه، ولقد أعطي النبي صلى الله عليه وسلم الشباب الثقة ومنحهم المسئولية خلافا لما يعيشه كثير من الناس اليوم، وإن النبي صلى الله عليه وسلم قد منح زيد بن حارثة وهو شاب وجعفر بن أبي طالب وهو شاب وعبد الله بن رواحة، وهو شاب منحهم الثقة، وسلمهم قيادة جيش مؤتة وما أدراك ما مؤتة أول معركة بين المسلمين والرومان، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى أسامة بن زيد قيادة جيش فيه رجال من كبار الصحابة أمثال أبي بكر وعمر رضي الله عنهم، وقد كان عمر أسامة آنذاك ثماني عشرة سنة، فيأتيه أهل اليمن فيقولون يا رسول الله أرسل لنا من أصحابك رسولا يعلمنا ويفقهنا في الدين، فيتلفت صلى الله عليه وسلم فإذا أصحابه شباب.

فتقع عينه على معاذ رضي الله عنه وهو في الثامنة عشرة من عمره، فيرسله معلما إلى اليمن، ويقول له “إنك ستأتي قوما أهل كتاب يعني ليسوا بمسلمين فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن هم أجابوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، إلى آخر توجيه النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ رضي الله عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى