مقال

الأيام والليالي والشهور

جريدة الأضواء

الدكرورى يكتب عن الأيام والليالي والشهور
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 20 يناير 2024

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا، روي أنه كان ابن سيرين ربما يضحك فإذا ذكر عنده حديث النبي صلى الله عليه وسلم بكى، وكان عبد الرحمن بن مهدي إذا قرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بالسكوت وقال لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ويتأول أنه يجب له من الإنصات عند قراءة حديثه ما يجب له عند سماع قوله، ولم تحن إليه قلوب المؤمنين فقط، بل حنت إليه الجمادات، وحنين الجذع إليه مشهور متواتر وقد أفرد له القاضي عياض فصلا هو الفصل السابع عشر في كتابه الشفا.

فقال روى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب استند إلى جذع نخلة من سواري المسجد، فلما صنع له المنبر فاستوى عليه صاحت النخلة التي كان يخطب عليها حتى كادت أن تنشق فنزل النبي صلى الله عليه وسلم حتى أخذها فضمها إليه، فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت، فقال صلى الله عليه وسلم بكت على ما كانت تسمع من الذكر” البخاري، ولقد فضل الله سبحانه وتعالى، بعض الأيام والليالي والشهور على بعض، حسبما اقتضته حكمته البالغة ليجد العباد في وجوه البر، ويكثروا فيها من الأعمال الصالحة، ولكن شياطين الإنس والجن عملوا على صد الناس عن سواء السبيل، فزينوا لطائفة من الناس أن مواسم الفضل والرحمة.

مجال للهو والراحة، فابتدعوا أمورا وأعمالا لم ترد على النبي صلى الله عليه وسلم، وإن الابتداع في الدين من الأمور الخطيرة التي تناقض نصوص الكتاب والسنة فالنبي صلى الله عليه لم يمت إلا وقد اكتمل الدين، وكان من أواخر ما خوطب به النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى كما جاء فى سورة المائدة “اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا” وقال النبي صلى الله عليه وسلم “عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، إاياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار” فلا بد للمسلم إذا أن يستسلم لشرع وأمر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ويسأل هل فعله الذي يفعل موجود في سنته صلى الله عليه وسلم أم عمل به سلف الأمة وخيارها؟

فإن لم يجد من ذلك شيئا فلا يغتر بكثرة الهالكين، ولا يكن دليله أنه وجد الناس يعملون هذا العمل، فهو لهم تبع، فالله تعالى يقول فى كتابه الكريم ” وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله” وقال حسان بن عطية “ما ابتدع قوم بدعة في دينهم إلا نزع الله من سنتهم مثلها، ولا يعيدها إليهم إلى يوم القيامة” وقال أيوب السختيانى “ما ازداد صاحب بدعة اجتهادا إلا زاد من الله بعدا” فحياكم الله جميعا أيها الأحبة الكرام وطبتم وطاب ممشاكم، وتبوأتم من الجنة منزلا، وأسأل الله جل وعلا أن يجمعني وإياكم في هذه الدنيا دائما وأبدا على طاعته، وفى الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين صلى الله عليه وسلم في جنته، ودار كرامته، إنه ولى ذلك والقادر عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى