دين ودنيا

الدكروري يكتب عن العلاقة بين الناس على بر الأمان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن العلاقة بين الناس على بر الأمان

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الخميس الموافق 1 فبراير 2024

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، الذي أمرنا صلي الله عليه وسلم بالحب في الله والبغض في الله، فإنه من كره شخصا لم يستطع التفاعل معه نهائيا، لهذا فالحب أو على الأقل تقبل الآخر وعدم كرهه، حتى ولو يكن هناك حب متبادل، قد يبقي العلاقة بين الناس على بر الأمان وفي ظل الصراعات المريرة، التي تشهدها البشرية في العصر الحديث فمن الواضح أن الحل هو في حب الإنسان لأخيه الإنسان، وهذا الحب يجب أن ينطلق من منطلق واسع يسع الجميع ويدخل الكل في بوتقة واحدة، بغض النظر عن العرق والجنس واللغة والدين.

 

وكل هذه المميزات والمحددات التي تحدد البشر جميعا، إذ يجب على كل البشر أن يدركوا تمام الإدراك أنهم أخوة لبعضهم البعض، فمن الواضح أن الإنسان إن أدرك هذا الأمر سيعمل قدر الإمكان على أن يحب الآخرين، فالأخوة يختلفون ولكنهم لا يتكارهون، كما ويتوجب أن يعي الجميع ضرورة إبعاد العنصريين عن الواجهة، وأن يحاولوا تقزيمهم واحتقارهم حتى لا تقوم لهم قائمة بعد ذلك، فالعنصري سينكل بالجميع إذا ما وصل إلى الواجهة، وتمكن من استلام زمام الأمور، وهو إنسان قميء بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولقد نقل الإمام القرطبي رحمه الله تعالى إجماع المسلمين على أن الغيبة من الكبائر، وبعد أن صورها الله سبحانه وتعالي أبشع تصوير في آخر الآية، فلا يصح أن تعد في الصغائر.

 

ومن الغيبة ما هو هين بسيط، كعيب الشخص في لباسه أو سيارته وما أشبه ذلك مما لا يتصل بالدين والخلق فإذا قيل أن أمثال هذه الغيبة من الصغائر كان مقبولا، أما ما يتعلق بالدين والخلق والعرض فلا والغيبة محرّمة بالإجماع ولا يستثنى من ذلك إلا في الجرح والتعديل والنصيحة كقوله صلى الله عليه وسلم لما استأذن عليه الرجل الفاجر ” ائذنوا له وبئس أخو العشيرة ” وكقوله صلى الله عليه وسلم لفاطمة بنت قيس رضي الله تعالى عنها وقد خطبها معاوية وأبو الجهم ” أما معاوية فصعلوك، وأما أبو الجهم فلا يضع عصاه عن عاتقه ” وكذا ما جرى مجرى ذلك وقد فسّر الشارع الحكيم الغيبة تفسيرا واضحا فقد جاء في الحديث الذي رواه أبو داود رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال.

 

قيل يا رسول الله ما الغيبة ؟ قال صلى الله عليه وسلم ” ذكرك أخاك بما يكره ” قيل يا رسول الله أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال صلى الله عليه وسلم ” إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ” والبهتان كذب وزور، والغيبة إثم وفجور وكلاهما شر وثبور، فاللهم إنا نسألك أن تجعلنا من الآمنين يوم الدين، وأن تغفر لنا ذنوبنا أجمعين، تجاوز عنا بحلمك يا حليم، وكفر عنا سيئاتنا يا غفور يا رحيم، اللهم أقل عثرتنا واغفر زلتنا، وامح سيئاتنا، اللهم زد حسناتنا، وضاعفها لنا يا كريم، اللهم إنا نسألك الأمن يوم الفزع، والستر يوم الفضيحة، استرنا بسترك الجميل، واصفح عنا الصفح الجزيل، اللهم إنا نسألك أن تغفر لأموات المسلمين، يا رب العالمين، وأن تنصر المجاهدين، وتعلي كلمة الدين، وتقمع المشركين والمبتدعين، اللهم إنا نسألك أن تجعل فرجنا وفرج المسلمين قريبا يا رب العالمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى