مقال

أعظم أنواع الإفتراء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أعظم أنواع الإفتراء
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئا، أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، ثم أما بعد روي عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” إن من أعظم الفرى أن يدعي الرجل إلى غير أبيه، أو يُري عينه ما لم ترى، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل” رواه البخاري.

وعن سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” من حدّث عني حديثا وهو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين” رواه ابن ماجه، ورُوى عن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال هناك بعض الأمور التي تورث الفقر للإنسان، ومنها الغناء وخيانة المسلمين والتظاهر بالفقر، وهو ليس كذلك والفحش في القول والإصرار على المعصية والنوم بين المغرب والعشاء وقبل طلوع الشمس وأكل المال الحرام، والسؤال من الناس مع عدم الحاجة، واحتكار الطعام وعقوق الوالدين وتمشيط الشعر في حال الوقوف، والقيام من الفراش لأجل البول عُريانا وكنس الدار ليلا والاستخفاف بالصلاة وإبقاء بيوت العنكبوت في الدار وإحراق قشور الثوم والبصل والأكل على الجنابة وبيتوتة أواني البيت من دون غسلها ولعن الأولاد والكذب”

وقيل أن الدرجة لهذا الحديث أنه ليس بحديث، وقيل أنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” من أراد أن يراني في المنام، فليصلى ركعتين من ليلة الجمعة يقرأ بفاتحة الكتاب وآية الكرسي والإخلاص خمسة عشر مرة” وقيل أن الدرجة لهذا الحديث انه كذب، وإن الكذب من رذائل الصفات وقبائح الأخلاق، وقد حرمه الله عز وجل في كتابه الكريم، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو من أقصر الطرق إلى النار، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا، وإياكم والكذب، فإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وما يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا” رواه البخاري.

وقال المناوي فى قوله ” وإياكم والكذب” أى اجتنبوه واحذروا الوقوع فيه، فإنه مع الفجور، أي الخروج عن الطاعة، وهما في النار يدخلان نار جهم” وإن الكذب هو إخبار بالشيء على خلاف ما هو عليه، فقال النووي في كتابه الأذكار، واعلم أن مذهب أهل السنة أن الكذب هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو سواء تعمدت ذلك أم جهلته، لكن لا يأثم في الجهل، وإنما يأثم في العمد، وقيل أيضا “عندما يُنطق بالأذان، فلا تحركوا ألسنتكم إلا بالدعاء، لأن من يتحدث لحظة الأذان، فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي المؤذن” وقيل أن الدرجة لهذا الحديث أنه ليس بحديث، ولا أصل له، فأن الرسول صلى الله عليه وسلم أكمل البشر في جميع أحواله، فما تركه من القول والفعل فتركه أولى من فعله، وما فعله ففعله أكمل من تركه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى