مقال

أضرار غياب الحياء

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أضرار غياب الحياء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 10 فبراير

الحمد لله رب العالمين، اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والإيمان، ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صاحب الخلق العظيم والقلب الرحيم ورحمة الله للخلق أجمعين اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين اما بعد إن لغياب الحياء عن ساحاتنا لمظاهر وخيمة وإن من أقبحها سيادة الفحش والعري والتفسخ وقد علمت أثر الحياء في التستر والاحتشام ومما وُصف به نبي الله موسى عليه السلام أنه “كان رجلا حييا ستيرا لا يُرى من جلده شيء استحياء منه” والنبي صلى الله عليه وسلم لما دخل عليه عثمان وكان بعض فخذيه باديا سوّى ثيابه، وإن الحياء خلق رفيع لا يكون إلا عند من عزّ عنصره.

ونبل خلقه وكرم أصله، وإن الخير والشر معاني كامنة تعرف بسمات دالة، فسمة الخير هو الدعة والحياء وسمة الشر هو القحة والبذاء وكفى بالحياء خيرا أن على الخير دليلا وكفى بالقحة والبذاء شرا أن يكونا إلى الشر سبيلا وقد روى حسان بن عطية عن أبي إمامة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” الحياء والعي شعبتان من الأيمان والبذاء والبيان شعبتان من النفاق ” رواه أحمد والترمذي والحاكم، ويصد بالعي سكون اللسان تحرزا عن الوقوع في البهتان والبذاء ضد الحياء وهو فحش الكلام، والبيان فصاحة اللسان والمراد به هنا ما يكون فيه أثما من الفصاحة كهجو أو مدح بغير حق ويشبه أن يكون العي في معنى الصمت والبيان في معنى التشدق كما جاء في حديث آخر ” إن أبغضكم إلى الله الثرثارون المتفيهقون المتشدقون “

وروى أبو سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” الحياء من الأيمان والأيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار ” رواه أحمد والترمذي وكما أن الحياء من الأيمان فالمسلم عفيف حييي والحياء خلق له، والحياء من الأيمان والأيمان عقيدة المسلم وقوام حياته فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” الأيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الأيمان ” رواه البخاري ومسلم، وسر كون الحياء من الأيمان أن كلا منهما داع إلى الخير صارف عن الشر مبعد عنه فالأيمان يبعث المؤمن على فعل الطاعات وترك المعاصي والحياء يمنع صاحبه من التقصير في الشكر للمنعم.

ومن التفريط في حق ذي الحق كما يمنع الحيي من فعل القبيح أو قواه اتقاء للزم والملامة ومن هنا كان الحياء خيرا، ولا يأتي إلا بخير كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ” الحياء لا يأتي إلا بخير ” رواه البخاري ومسلم، فاللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحوّل عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك، اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وجودك يا أرحم الراحمين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى