مقال

أعظم وسائل الثبات على الطاعة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن أعظم وسائل الثبات على الطاعة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد إن من أعظم وسائل الثبات على الطاعة هو أن تكون صادق النية قوي العزيمة عالي الهمة فيقول تعالي ” من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه” ويقول الشيخ الشعراوي رحمه الله في التفسير لهذه الآية عندما تسمع كلمة رجال في القرآن، فاعلم أن المقام مقام جد وثبات على الحق، وفخر بعزائم صلبة لا تلين، وقلوب رسخ فيها الإيمان رسوخ الجبال، وهؤلاء الرجال وفوا العهد الذي قطعوه أمام الله تعالي على أنفسهم، بأن يبلوا في سبيل نصرة الإسلام، ولو يصل الأمر إلى الشهادة.

وكما أن من وسائل الثبات علي الحق والدين هو قراءة القران الكريم، فينبغي علينا الإقبال على القرآن الكريم العظيم حفظا وتلاوة وعملا، فهو حبل الله المتين، وصراطه المستقيم، فمن تمسك به عصمه الله من الضلال، ومن أعرض عنه ضل وغوى، ولكن كيف يكون القرآن مصدرا للتثبيت؟ لأنه يزرع الإيمان ويزكي النفس بالصلة بالله، لأن تلك الآيات تنزل بردا وسلاما على قلب المؤمن الذي تعصف به رياح الفتنة، فيطمئن قلبه بذكر الله عز وجل، ولأنه يزود المسلم بالتصورات والقيم الصحيحة التي يستطيع من خلالها أن يقوم الأوضاع من حوله، والموازين التي تهيئ له الحكم على الأمور فلا يضطرب حكمه ولا تتناقض أقواله، ولأنه يرد على الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين.

وكما أن من وسائل الثبات علي الحق والدين هو مطالعة قصص الأنبياء وحياة الصحابة والتابعين ولقد قص الله تعالي علينا في كتابه قصصا طيبة من أخبار الأنبياء والسابقين، ولم تذكر للتسلية والسمر ولكن لننتفع ونتعظ بها، ومن منافعها تثبيت قلوب المؤمنين والمؤمنات والطائعين والطائعات، فقال تعالى “وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين” وقال الإمام ابوحنيفة رحمه الله، القصص جند من جنود الله يثبت الله بها أولياءه، وقال ابن رجب رحمه الله، إن في سماع أخبار الأخيار مقويا للعزائم ومعينا على اتباع تلك الآثار، وجاء في تفسير محاسن التأويل للقاسمي، أي نقوي به قلبك لتصبر على أذى قومك، وتتأسى بالرسل من قبلك، وتعلم أن العاقبة لك، كما كانت لهم.

ولسنا بأقوى قلوبا ولا أرسخ إيمانا من رسول الله صلي الله عليه وسلم وقد قال الله تعالى له ” وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك ” وفي أوقات الفتن يجب إستذكار ونشر قصص الأنبياء حيث قال تعالى “فاقصص القصص لعلهم يتفكرون” فهذا الخليل إبراهيم عليه السلام ثبت علي الحق حين ألقي في النار وقال “حسبي الله ونعم الوكيل” ولما قال أصحاب موسى “إنا لمدركون قال كلا إن معي ربي سيهدين” وقال هود لقومه في ثبات شامخ “إني أشهد الله واشهدوا أني بريئ مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون إني توكلت على الله ربي وربكم” هذا وصلوا وسلموا على محمد بن عبد الله نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى