مقال

الدكروري يكتب عن التفاني دون إنتظار مقابل أو شكر

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 27 فبراير 2024

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما كثيرا أما بعد إن جبر الخواطر لا يقتصر على الكلام اللطيف والمواساة، بل يشمل أيضا الفعل الصالح والمبادرة الحسنة والهدية المفاجئة، وجبر الخواطر ليس ضعفا أو تنازلا، بل قوة وشجاعة، فهو يعبر عن رحمة القلب وسمو الروح وكرم الأخلاق، وجبر الخواطر ليس مجاملة أو تودد، بل صدق وإخلاص، فهو ينبع من حب الخير للآخرين ورغبة في إسعادهم، وجبر الخواطر ليس تدخلا في شؤون الغير أو تطفلا على خصوصياتهم، بل إحترام وتقدير، فهو يتمثل في معرفة حدود المساعدة والتفهم والتعاطف، وجبر الخواطر ليس مصلحة أو مكاسب، بل عطاء وإحسان.

فهو يستلزم التضحية والتخلي والتفاني دون انتظار مقابل أو شكر، وجبر الخواطر هو سنة من سنن الله في خلقه، فهو يجلب السعادة والرضا والبركة لمن يمارسه ومن يستفيد منه، ومن جبر خواطر الناس جبر الله خاطره، وجبر الخواطر باب من أبواب الجنة، وإن من جبر الخواطر هو موقف سعيد بن المسيب مع رجل كان يسأله عن المسائل الفقهية، فذات يوم، جاء رجل إلى سعيد بن المسيب، وأخذ يسأله عن بعض الأحكام والمسائل فأجابه سعيد بن المسيب على ما سأله، ثم قال له أتدري أين أقيم؟ فقال الرجل “لا” فقال له سعيد هذا البيت هو بيتي ثم أشار إلى بيت قريب من المسجد، ثم قال له إذا كان لك حاجة أو سؤال، فلا تتعب نفسك بالمجيء إلى هنا.

وإنما ادخل في بيتي، واسألني عما شئت، فقال الرجل بارك الله فيك، وجزاك خيرا، فقال له سعيد بن المسيب وفيك بارك الله، وجزاك خيرا مثل ما جزاني، وإن هناك آيات قرآنية عن جبر الخواطر حيث قال الله تعالى ” فأما اليتيم فلا تقهر ” فهذه آية تحث على جبر خواطر الأيتام والشفقة عليهم، وكما قال تعالى ” وأما بنعمة ربك فحدث” فهذه آية تحث على شكر نعمة الله والتفاءل بها وإعلانها للناس، وكما قال تعالى ” وقولوا للناس حسنا ” فهذه آية تحث على قول الكلمة الطيبة والحسنة للناس وتجنب الفحش والبذاء، وقال تعالى ” وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ” فهذه آية تحث على التحية والإجابة عليها بأفضل منها أو مثلها، وكما قال تعالى ” إن ربك يعطي من يشاء ويقدر ” 

فهذه آية تحث على التوكل على الله والرضا بقضائه وقدره، وكما قال الله تعالى ” إن مع العسر يسرا ” فهذه آية تحث على التفاؤل والصبر في المشكلات والإبتلاءات، وإن كل يوم هو فرصة جديدة لتحقيق أحلامك وطموحاتك، فاجعل حياتك مليئة بالإيجابية والتفاؤل، وابتعد عن السلبية والتشاؤم، فهما يزيدان من ضغطك وقلقك، وانظر إلى الجانب المشرق من كل شيء، ولا تستسلم لليأس، واهتم بصحتك الجسدية والنفسية، وعليك أن تمارس الرياضة بانتظام، وتناول طعام صحي ومتوازن، واحرص على النوم بشكل كافي، وابتعد عن التدخين والمشروبات الكحولية، واقرأ كتب مفيدة وممتعة، وشاهد أفلام ترفيهية ومضحكة، وابحث عن هواية تحبها وتستمتع بها سواء كانت رسم أو كتابة أو غناء أو طبخ أو غيرها فالهواية تساعدك على التخلص من الملل والروتين، وتزيد من ثقتك بنفسك وإبداعك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى