مقال

الدكروري يكتب عن آثار الصدقة يوم القيامة

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن آثار الصدقة يوم القيامة
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، لا عزّ إلا في طاعته، ولا سعادة إلا في رضاه، ولا نعيم إلا في ذكره، الذي إذا أطيع شكر، وإذا عُصي تاب وغفر، والذي إذا دُعي أجاب، وإذا استُعيذ به أعاذ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الصدقة وفضلها وإن من آثار الصدقة يوم القيامة أنها تثقل الميزان، فقال يحيى بن معاذ ما أعرف حبة تزن جبال الدنيا إلا حبة الصدقة، فقد جاءت فقيرة إلى أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها فما وجدت إلا حبة عنب فأعطتها إياها، فاستحقرتها جاريتها، فقالت السيدة عائشة التي تعرف عظم الأجر والثواب إن الله يقول في سورة الزلزلة ” فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره”

وكم من الذرات في حبة العنب” وقال الله تعالى في سورة الأنبياء ” ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل آتينا بها وكفي بنا حاسبين” فالله لا يظلم أحدا، إنما يوفى الناس حسابهم بالعدل والتمام بلا ظلم ولا نقصان، ثم إن من آثار الصدقة في ذلك اليوم هو الجواز على الصراط، فقيل لأحد الصادقين المنفقين ماذا صنع بك الله؟ قال وضعت قدما على الصراط والقدم الأخرى في الجنة، فلا يعبر الصراط بالطائرات أو بالقطارات أو بالسيارات، بل يعبر الصراط بالأعمال الصالحة، فمنهم من يمر كالريح، ومنهم كالخيل، ومنهم كالبرق، ومنهم من يركض ركضا، ومنهم من يهرول هرولة، ومنهم من يمشي مشيا، ومنهم من يحبو حبوا، فناج مخدوش، ومكردس على وجهه في النار.

فيقول تعالي ” وإن منكم إلا واردها” أي إلا سيمر على هذا الصراط، ويقول تعالي ” كان علي ربك حتما مقضيا” ثم من الذي ينجو؟ قال تعالى ” ثم ننجي الذين اتقوا” ثم إن من آثار الصدقة هو زيادة الدرجات، فمن صلى وصام ليس كمن رقد ونام، ومن قام وصلى وجد واجتهد ليس كمن تكاسل عن العمل، شتان بينهما، فقال تعالى في سورة القلم ” أفنجعل المسلمين كالمجرمين” ويقول عز شأنه في سورة الجاثية ” أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون” ألا يكفيني ويكفيك أن الصدقة تطفئ غضب الرب، فالأنبياء وأولو العزم يقولون يوم القيامة “إن ربي غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله” ثم الكل ينادي نفسي نفسي، نفسي نفسي، وهم أولو العزم من الرسل.

خير من صلى وصام وقرأ القرآن وقام، كل يقول نفسي نفسي نفسي، كيف سيكون مثل حالي وحالكم؟ فلا بد أن نتفكر في المصير والمآل، فإن الصدقة تنجي من عذاب الله سبحانه وتعالي، فقال ابن القيم رحمه الله فإن الصدقة تفدي من عذاب الله تعالى، فإن ذنوب العبد وخطاياه تقتضي هلاكه فتجيء الصدقة تفديه من العذاب وتفكه منه ولهذا قال صلى الله عليه وسلم للنساء يوم العيد “يا معشر النساء تصدقن ولو من حليكن فإني رأيتكن أكثر أهل النار” وفي رواية أخرى قال صلي الله عليه وسلم “رأيت النار، ورأيت أكثرها النساء” فقال صلي الله عليه وسلم السبب في ذلك وهو أنهم “يكثرن اللعن ويكفرن العشير”

ولنا الوقفة مع أم المؤمنين عائشة ومع أمهات المؤمنين، فقيل أهدى معاوية بن أبي سفيان لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ثمانين ألف، فتقول جاريتها فما جاء المساء حتى أنفقتها كلها وكانت صائمة رضي الله عنها وأرضاها، فقالت لها جاريتها هلا أبقيت لنا درهما نشتري به طعاما، قالت لو ذكرتني”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى