مقال

الدكروري يكتب عن الذين أنعم الله عليهم

جريدة الاضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الجمعة الموافق 8 مارس 2024

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا وأصلي وأسلم وأبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن إهتدى بهديه إلى يوم الدين أما بعد، ذكرت المصادر الإسلامية كما جاء في كتب الفقه الإسلامي الكثير والكثير عن الشهداء وعن منزلة الشهداء عند ربهم، فقد أكرمهم الله تعالي في القرآن الكريم وفي مقاعدهم بعد الشهادة، وقد أكرمهم النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الشريفة إضافة إلى أنه عليه الصلاة والسلام لم يغسلهم حيث قال في شهداء أحد “زملوهم بكلومهم ودمائهم فإنهم يبعثون يوم القيامة وأوداجهم تشخب دما اللون لون الدم والريح ريح المسك” فهل من بعد هذه الكرامة من كرامة وهل من بعدها من بشارة.

وقد روى عن أحد الحجيج العراقيين العائدين أنه رأى حول الكعبة رجلا يطوف معهم ويصيح “ولي يا محروم” في كل شوط يطوفه وعندها سأله الطائفون عن سر عبارته هذه ما معناها ولماذا يكررها بدون إنقطاع ؟ فأجاب الرجل وهو متحسر متنهد كنا عشرة رجال ذهبنا للجهاد إلى روسيا وشاء الله إن يمسكوا بنا ويحكم علينا بالإعدام في ساحة عامة تجمهر الناس فيها وعندها قرئ المنشور وتليت أسماؤنا واحدا واحدا وعندها رأينا إن السماء فتحت ونزل منها عشر حوريات أضاءت لنور وجههن جنبات الكون وامتلأت بعطرهن أرجاء الفضاء وكنّ ذا جمال يسبي العقول ويذهب بالألباب وعندما تدلى أول جثمان رأيناه في حضن واحدة من تلك الحوريات أخذته وطارت به إلى السماء وهو في غاية السعادة وقمة السرور. 

وهكذا كلما سقط واحد منا وعندما جاء دوري قال صاحب المنشور أما أنت فترجع بالخبر إلى من أرسلوك، لكني توسلت أن يعدموني ويلحقني بأصحابي لكنهم رفضوا فنظرت إلى تلك الحورية وهي واقفة تنتظرني ثم قالت لي هذه الكلمة “ولي يا محروم” نعم أيها الأحبة فما الشيء الذي حرم منه إنها الجنان، إنها الحياة الخالدة حيث يقول تعالي ” بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله” بل هم الرفيق الحسن في هذه الجنة حيث قال الله تعالي في وصف المؤمنين الطائعين كما جاء في سورة النساء ” فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا” ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم يتمنون الشهادة في سبيله لما لها من هذه المكانة العظيمة فلا يعلمون عنها سوى الطريق الموصل لما أعد الله لهم من الجنات. 

فهذا الصحابي حنظلة تزوج حديثا وقد جامع إمرأته في الوقت الذي دعا فيه الداعي للجهاد فيخرج وهو مجنب ليسقط شهيدا في سبيل الله ليراه النبي صلي الله عليه وسلم بيد الملائكة تغسله ليسمى بغسيل الملائكة، فنسأل الله أن يكتب لنا الشهادة في سبيله مع الذين أنعم الله عليهم وحسن أولئك رفيقا، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “من قُتل دون ماله فهو شهيد ومن قتل دون أهله فهو شهيد ومن قتل دون دمه فهو شهيد ومن قتل دون دينه فهو شهيد” فمن دافع عن أهله أو دمه أو دينه أو ماله ثم قتل فهو شهيد قد حصل على هذا النعيم الخالد والحياة الأبدية والرفقة الحسنة ولا نحزن عليهم بل نهنؤهم وندعوا أن يكتبنا الله تعالي منهم ونعمل في سبيل ذلك ما إستطعنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى