مقال

الإستعداد لرمضان بالتوبة النصوح

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الإستعداد لرمضان بالتوبة النصوح
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 10 مارس 2024

الحمد لله ذي الجلال والإكرام حي لا يموت قيوم لا ينام، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك الحليم العظيم الملك العلام، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله سيد الأنام والداعي إلى دار السلام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان، ثم أما بعد، اعلموا يرحمكم الله أنه كان ينبغي علينا أن نستعد لهذا الشهر الكريم المبارك، والإستعداد لإستقباله يكون بأمور منها التوبة النصوح إلى الله لأن الذنوب تحول بين العبد والخير فتكون عائقا عن القيام بالأعمال الصالحة، فإذا تاب من ذنوبه انبعثت النفس بالطاعات وأقبلت عليها، فقال الله تعالى” يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجرى من تحتها الأنهار” فيا أيها العبد المذنب وكلنا كذلك اجعل من رمضان فاتحة خير عليك.

واملأ قلبك بأنوار الطاعات المتنوعة في هذا الشهر واستدرك مافات من تقصيرك وأقبل على الله يقبل الله عليك فإن في شهر رمضان من أسباب مغفرة الذنوب ماليس في غيره فقال صلى الله عليه وسلم” من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه” متفق عليه، فهذه أسباب عظيمة لمغفرة الذنوب فى رمضان فمن أدرك رمضان ولم يغفر فيه ذنبه فقد خاب وحرم خيرا كثيرا، وإن من الآداب المستحبة التي يجب أن يحافظ عليها المسلم هو الطهارة من الحدثين، واستعمال السواك، واستقبال القبلة، وتحسين الصوت ما أمكن من غير تكلف، ومن الآداب لحفاظ القرآن وقارئيه.

وهو أن تظهر آثار القرآن على أخلاق القارئ وسلوكه وأعماله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذى يقرأ القرآن مثل الريحانة ريحها طيب وطعهما مر، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر” وقال ابن مسعود رضي الله عنه، قال “ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس مفطرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون، وبخشوعه إذا الناس يختالون” وقال الفضيل بن عياض رحمه الله.

“حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي أن يلهو مع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلغو مع من يلغو تعظيما لحق القرآن” رواه البخارى ومسلم، فالقرآن القرآن حافظوا على تلاوته وتدبره، وتحكيمه والعمل به، وأكثروا من قراءته هذه الأيام فإنها أيام فاضلة وموسم خير فسيح فأروا الله من أنفسكم مع كتابه خيرا فالسعيد من كان القرآن حجة له لا عليه، وفى هذه الأيام والليالي تشرئب النفوس وتتوق، وتلهج ألسن الناس سرا وجهرا أن يبلغها ربها شهرا أودع فيه من الخيرات والبركات والرحمات ما لم يودعه فى غيره، إنه شهر القرآن والفرقان وباب الريان إنه شهر ضياء المساجد، والذكر والمحامد، شهر التوبة والأوبة والقنوت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى