مقال

الدكروري يكتب عن الرضا النفسي والبركة

جريدة الأضواء

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل أبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، ثم أما بعد إن الكرام من الناس والنبلاء لا يشعرون بلذة من المال إلا إذا قضوا به الحاجات، وساعدوا به الناس، ودفعوا به الفاقات، ما قيمة مال يكدس في الأرصدة لا توصل به رحم، ولا ترفع به فاقة، ولا ترسم به على الوجوه سعادة؟ فإن مالا هذه حاله وجوده كعدمه، بل ربما أدى إلى بعض الناس. 

إلى أن يقتر على نفسه هو، وعلى أهل بيته وقرابته، ومثل هذه النظرة تبين أن المال ليس هو المقصود في ذاته، إن في الحياة أشياء كثيرة غير المال الكثير، تطيب بها الحياة في حدود الكفاية، فيها الاتصال بالله والثقة به سبحانه، والاطمئنان إلى رعايته وإلى ستره ورضاه، في الحياة الدنيا أشياء كثيرة غير المال تطيب بها الحياة الصحة والهدوء، والرضا النفسي، والبركة التي تكون في حياة الإنسان، وإن في الحياة الدنيا أشياء كثيرة غير المال تطيب بها الحياة، من مثل سكن القلوب، ومودات القلوب، والفرح بالعمل الصالح، وآثاره في الضمير وفي الحياة، ليس المال إلا عنصرا واحدا يكفي منه القليل حين يتصل القلب بالله الكريم، فإن هذه الشريعة الغرّاء تعدّل نظرة الناس إلى المال وحقيقته، وكيف يستمتع به. 

وفي هذا روى الإمام الترمذي والنسائي، من حديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول “قد أفلح من هُدي إلى الإسلام وكان عيشه كفافا، وقنع به” فإن من الناس من يملك المال الكثير الوفير ما يكفيه ويكفي أولاده وأحفاده، لكنه في هلع عظيم، لم؟ لأنه لم يقنع، ومن الناس من عنده من المال اليسير الذي يقضي به حاجاته، ولا يفتح لغيره بابا في مطالبة، ولكنه يشعر أنه أغنى الخلق، وذلك بقناعته التي حصلت في قلبه وصلته بربه بأن صرف هذا المال كما أراد الله جل وعلا، وقد أفلح من هدي إلى الإسلام، وكان عيشه كفافا، وقنع به يعني أنه حصل به ما يكفيه ويسد حاجته دون استطالة ولا استكثار، وإن المؤمن كالنحلة لا يأكل إلا طيبا، وشبهه النبي صلى الله عليه وسلم بالنحلة لأن المؤمن أكله طيب لا يأكل من الحرام. 

اللهم صلي وسلم وبارك عليه، وارضي اللهم عن أصحابه أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر أصحاب نبيك أجمعين، وعنّا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين، واحمي حوزة الدين، اللهم آمنّا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وجميع ولاة أمر المسلمين، اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهم اغفر لأمواتنا وأموات المسلمين، وأعذهم من عذاب القبر وعذاب النار، برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهم إنا نسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى، اللهم اهدنا وسددنا، واللهم انفعنا بالقرآن العظيم وبهدي النبي الكريم واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب ومعصية ومن كل إثم وخطيئة، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى