مقال

الدكروري يكتب عن إياكم وتدمير الأخلاق

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن إياكم وتدمير الأخلاق
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله العظيم في قدره، العزيز في قهره، العليم بحال العبد في سرّه وجهره، يسمع أنين المظلوم عند ضعف صبره، ويجود عليه بإعانته ونصره، أحمده على القدر خيره وشره، وأشكره على القضاء حلوه ومره، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الآيات الباهرة، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ما جاد السّحاب بقطره، وطلّ الربيع بزهره، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد إن من علامة صدق العبد في محبته لله أن يقدم ما يحبه الله على ما تحبه نفسه، ويميل إليه هواه وطبعه من المال والقرابة والمساكن وغيرها، ولهذا آثر السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان ما يحبه الله على ما يحبونه، فقدموا أنفسهم وأموالهم في سبيل الله وكانت النتيجة أن وصفهم الله بالصادقين.

فقارنوا بين حال هؤلاء الصادقين وبين حال بعض الناس ممن يقدم هوى نفسه على طاعة ربه، فإذا دعي إلى الصلاة آثر النوم والراحة أو اللهو واللعب أو التجارة والدنيا ولم يبادر إلى بيوت الله ولم يجب داعي الله، وإنما يجيب داعي الشيطان والهوى والنفس، وآثر طلب الدنيا على طلب الآخرة، وإن التحديات القائمة على الشعوب المسلمة كثيرة وكبيرة، وإن أضرار الشبكة العنكبوتية وهى الإنرنت كبيرة على من يستعملها استعمالا خاطئا، ويجب التوجيه إلى الحذر منها وخطرها على الأهل والذرية، ومن تلك الأضرار، هو ضياع الأوقات فإذا نظر المسلم من يجلس أمام شاشات الإنترنت علم طول الوقت الذي يخسره من عمره في غير منفعة، بل ربما يعود ذلك عليه بالضرر الحسي والمعنوي، وأيضا من الأضرار هو التعرف على صحبة السوء.

وهذا مشاهد في كثير من الأحيان، فالداخل إلى تلك الشبكة يبحث عن المتعة واللذة المحرمة، فيصاحب من يكون على شاكلته، والغالب أنهم من أصحاب الهوى والشهوات، الذين ليس لهم هم سوى الدخول في بحر الحب والغرام، والبحث عن الأفلام الهابطة والصور الخليعة، وصدق النبي صلى الله عليه وسلم إذ يقول”مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة “متفق عليه، وإن من الأضرار أيضا هو نشر الكفر والإلحاد وزعزعة العقائد والتشكيك فيها عن طريق بث الشكوك والشبهات، حول دين الله تعالى، وكتابه الكريم، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

وتدمير الأخلاق ونشر الرذائل عن طريق نشر الأفلام المخلة الهابطة، والصور الخليعة الماجنة، وفتح المجال في الدخول إلى غرف الشاشات والدردشة، والغرق في أوحال الدعارة والفساد، والتجسس على الأسرار الشخصية، مما أثر ذلك في انتهاك حرمات المسلمين، ووقوع الكثير من الفتيات في شباك أصحاب القلوب المريضة، الذين استغلوا ضعفهن في ابتزازهن، وانتهاك أعراضهن، مما أودى بكثير من البيوت إلى الانهيار والخراب، وأيضا التقليد الأعمى للغرب وهذا واقع حال كثير من المسلمين بتأثرهم بعاداتهم وتقاليدهم وأعيادهم، وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال ” لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم” قيل يا رسول الله اليهود والنصارى ؟

قال فمن؟ ” متفق عليه، وأيضا من الأضرار هو إهمال جانب الصلاة وضعف الاهتمام بها وهذا مشاهد فيمن يجلس الساعات الطوال يتقلب بين صفحات الإنترنت ومواقعه، فربما تضيع عليه الصلاة والصلاتان، وربما يؤخر الصلاة أو يتركها بالكلية، وكذلك الوقوع في براثن أهل الفكر الضال والتأثر بهم عن طريق تلك المواقع التي تبث الفتن، وتوقع العداوة، وتنمي الأفكار الضالة المنحرفة عن منهج الله عز وجل، وإن هناك من يجلس الساعات الطوال يتقلب بين صفحات الإنترنت ومواقعه، فربما تضيع عليه الصلاة والصلاتان، وربما يؤخر الصلاة أو يتركها بالكلية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى