مقال

هل تزوج نبى الله يوسف الصديق من زليخا إمرأة العزيز

هل تزوج نبى الله يوسف الصديق من زليخا إمرأة العزيز؟

 

بقلم: اسلمان فولى

 

كتاب الله العزيز القرآن الكريم هو معجزة الإسلام الباقية وشمسه الساطعة التي تمحو بنورها ظلام القلوب وتشرق على النفوس فتخرجها من الكفر للإيمان .

 

ومتى يتلو الإنسان آيات كتاب الله العزيز يشعر بهدوء وطمأنينة وراحة ، فهذا الكتاب العظيم لا ريب فيه هدى للمتقين ، وفيه شفاء للصدور .

 

وقد بعث الرحمن الرحيم الرسل والأنبياء مبشرين ومنذرين ليبلغوا رسالات ربهم ، ومن هؤلاء الأنبياء من ذكرهم الحق تبارك وتعالى لنا ومنهم من لم يذكره ، مصداقا لقول الحق تبارك وتعالى في كتابه العزيز القرآن الكريم : ” وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُم مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ ” .

 

ومن أنبياء الله الذين ذكرهم في القرآن الكريم سيدنا يوسف عليه السلام ، حيث وردت قصته في سورة يوسف وتناولت هذه السورة الكريمة قصة التآمر التي قام بها إخوة يوسف عليه ونشأته في بيت عزيز مصر ، وحب زليخة إمرأة العزيز له ومراودته عن نفسه ، وعصمة المولى عز وجل له كما تناولت الآيات دخوله السجن ثم تمكين الحق تبارك وتعالى له في الأرض .

 

ومن الجدير بالذكر أن بعد أعوام طويلة من محنة سيدنا يوسف شاهد زليخة امرأة العزيز وقد ذهب جمالها وفنى حسنها وشبابها فسألته أن يدعو الحق تبارك وتعالى لها أن يعيد إليها شبابها فاستجاب لها .

 

أما عن حقيقة زواج سيدنا يوسف عليه السلام من زليخة فقد أكد الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء إن سيدنا يوسف عليه السلام قد تزوج من ” زليخة ” إمرأة العزيز .

 

 

لم يرد في القرآن الكريم ، ولا في السنة النبوية ، ما يثبت أو ينفي زواج يوسف عليه السلام من إمرأة العزيز والتي قيل إن اسمها “راعيل” ، وقال بعضهم : اسمها “زليخا” ، ولكن استظهر الحافظ ابن كثير أن ” زليخا ” لقبها .

 

وورد في زواج يوسف الصديق عليه السلام من “راعيل” خبرٌ عن إمام السير والتاريخ المعروف : محمد بن إسحاق رحمه الله حيث يقول :

“لما قال يوسف للملك : (اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم) قال الملك : قد فعلت ! فولاه فيما يذكرون عمل إطفير ، وعزل إطفير عما كان عليه ، يقول الله : (وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء) ، الآية .

 

قال : فذكر لي – والله أعلم – أن إطفير هَلَك في تلك الليالي ، وأن الملك الرَّيان بن الوليد ، زوَّج يوسف امرأة إطفير “راعيل” ، وأنها حين دخلت عليه قال : أليس هذا خيرًا مما كنت تريدين ؟ قال : فيزعمون أنها قالت : أيُّها الصديق ، لا تلمني ، فإني كنت إمرأة كما ترى حسنًا وجمالاً ، ناعمةً في ملك ودنيا ، وكان صاحبي لا يأتي النساء ، وكنتَ كما جعلكَ الله في حسنك وهيئتك ، فغلبتني نفسي على ما رأيت .

فيزعمون أنه وجدَها عذراء ، فأصابها ، فولدت له رجلين : أفرائيم بن يوسف ، وميشا بن يوسف ، وولد لأفرائيم نون ، والد يوشع بن نون ، ورحمة امرأة أيوب عليه السلام” انتهى .

 

 

وورد نحوه عن زيد بن أسلم التابعي الجليل ، وعن وهب بن منبه المعروف بالرواية عن الإسرائيليات .

نقل ذلك السيوطي في ” الدر المنثور “.

 

كما ترك يوسف الصديق عليه السلام إمرأة العزيز لله ، واختار السجن على الفاحشة ، فعوضه الله أن مكَّنه في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ، وأتته المرأة صاغرة سائلة راغبة في الوصل الحلال ، فتزوجها فلما دخل بها قال : هذا خير مما كنت تريدين .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى