مقال

دنيا ودين ومع مشروعية الصيام “الجزء الخامس”

دنيا ودين ومع مشروعية الصيام “الجزء الخامس”
إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الخامس مع مشروعية الصيام، وقد توقفنا مع من صام أيام الليالي البيض بنية القضاء، فهل يحسب له أجر النافلة وأجر القضاء؟ وهو أن قضاء الفريضة واجب ولابد فيه من نية القضاء، فإذا قضى ما فاته من رمضان في الأيام البيض فيجب أن ينوى القضاء، ويحصل له ثواب الصيام فى أيام البيض إن نواها أيضا إن شاء الله تعالى فيكون كمن دخل المسجد وصلى فريضة حصل له تبعا لذلك فضيلة تحية المسجد إذا نواهما معا، هذا إن كان قد أفطر بعذر شرعي أما من أفطر بلا عذر فهذا تجب عليه المبادرة إلى القضاء ولا ينتظر الأيام البيض، وأما عن الاعتكاف، فما هو الاعتكاف وكيف يكون؟ فإن الاعتكاف هو اللبث في المسجد بنية الاعتكاف، ويحصل بالإقامة في المسجد زمنا يسمى عكوفا أو اعتكافا، ويسن لداخل المسجد أن ينوى الاعتكاف ما دام فيه، ولكن ما حكم الاعتكاف في رمضان؟ فإنه يسن الاعتكاف في رمضان، وفي العشر الأواخر منه آكد رجاء موافقة ليلة القدر، ولكن هل يشترط الاعتكاف في المسجد؟

فإنه يشترط لصحة الاعتكاف أن يكون فى المسجد، فلا يصح الاعتكاف فى البيت ونحوه، ولكن هل يشترط فى المسجد الذى يعتكف فيه أن تقام فيه الجمعة؟ فإنه لا يشترط في المسجد الذى يعتكف فيه أن تقام فيه الجمعة إلا إذا نذر اعتكافا متتابعا تتخلله الجمعة، فيشترط أن يكون اعتكافه في مسجد تقام فيه الجمعة حتى لا يقطع تتابعه بالخروج لصلاة الجمعة، ولكن هل يجوز للمرأة أن تعتكف في بيتها؟ فهو لا يصح اعتكاف المرأة في بيتها لأنه ليس بمسجد، وأما عن صلاة التراويح، فما هي صلاة التراويح؟ فإن صلاة التراويح هي صلاة القيام التي تؤدى في شهر رمضان، وسميت بهذا الاسم لأن المسلمين كانوا يطيلون القيام فيها ويجلسون للاستراحة بين كل أربع ركعات، ولكن ما حكم صلاة التراويح؟ فإن صلاة التراويح سنة مؤكدة، ولكن ما الفرق بين صلاة القيام والتهجد؟ فإن قيام الليل كل صلاة نافلة فى الليل ومنها صلاة التراويح، والتهجد صلاة النافلة فى الليل بعد النوم، وطوبى لمن جمع بينهما، فقد ورد فيهما آيات وأحاديث كثيرة.

فقال الله تعالى فى سورة الإسراء ” ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا” وهل يصح أداء صلاة التراويح في البيت؟ فإن من السنة أن يصلي المسلم صلاة التراويح جماعة فى المسجد، لكن لو صلى أحيانا جماعة مع أهله في البيت لسبب من الأسباب فلا حرج في ذلك، وكم عدد ركعات صلاة التراويح؟ فإن صلاة التراويح عشرون ركعة سوى الشفع والوتر، وهذا ما عليه جماهير العلماء سلفا وخلفا وهو المعمول به فى بلاد الحرمين الشريفين، وأجاز المالكية صلاة التراويح بست وثلاثين ركعة، وهذا أقصى عدد لركعات التراويح فإن لم يقدر على هذا العدد جاز بأى عدد زوجى، أما عن حكم من يصلى التراويح أربع ركعات بتشهد واحد؟ فإنه لا يجوز أن يجمع فى صلاة التراويح بين أكثر من ركعتين بسلام واحد، ومن فعل ذلك فلا تنعقد صلاته، وأيضا هل تجوز القراءة من المصحف في صلاة التراويح؟ نعم تجوز القراءة من المصحف في صلاة التراويح شريطة أن لا يأتى بحركات كثيرة تبطل الصلاة.

لكن الأولى أن يكون الإمام حافظا لكتاب الله ويقرأ من حفظه، وأما عن مشروعية حضور النساء لصلاة التراويح في المسجد؟ فإنه لا بأس في حضور النساء لصلاة التراويح فى المسجد، لكن مع الحشمة والستر، وعدم الاختلاط بالرجال، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لا تمنعوا إماء الله مساجد الله” ولكن هل يجوز أن تجتمع النساء فى بيت إحداهن لصلاة التراويح؟ نعم يستحب للنساء إذا اجتمعن أن يصلين التراويح جماعة ولو كان في غير المسجد، بل ذلك أفضل وهو أبعد عن محاذير الخروج إلى المسجد، وأيضا هل تجوز إمامة النساء بالنساء؟ نعم تجوز إمامة النساء بالنساء، وتأمّهنّ أكثرهن فقها بأحكام الصلاة، وتقف وسطهن وتتقدم عنهن قليلا، ولكن هل يجوز أن تجهر بالقراءة من تؤم النساء بصلاة التراويح؟ نعم يجوز لمن تؤم النساء أن تجهر بالقراءة بحيث لا يسمعها الرجال الأجانب، وأما عن ليلة القدر، فما هي فضيلة ليلة القدر؟ فإنه يكفي أن الله تعالى أنزل فيها سورة كاملة وأنزل فيها القرآن الكريم، قال تعالى “إنا أنزلناه في ليلة مباركة”

وقد علمنا النبى صلى الله عليه وسلم أن نعتكف في العشر الأواخر من رمضان طلبا لليلة القدر، ومن عبد الله تعالى فيها وأحياها كان له أجر عبادة ألف شهر، ليس فيها ليلة قدر، ولكن كيف تحيى ليلة القدر؟ فإنه تحيى ليلة القدر بجميع أنواع القرب والعبادات والطاعات، كالصلاة المفروضة والمسنونة والنوافل، وتلاوة القرآن الكريم، والإكثار من ذكر الله تعالى، والصدقة، والاعتكاف، والدعوة إلى الله تعالى، ويسن الإكثار من الدعاء والتضرع إليه تعالى، ولكن ما هى علامات ليلة القدر؟ فقيل من علاماتها السكينة في ليلتها، وتشرق الشمس بيضاء في صبيحتها دون شعاع، ولا ينبغى التشاغل عن الأهم بالمهم، وقد أخفاها الله تعالى عنا لنجتهد في تحصيلها فنحيي عدة ليال لنحصل على أجرها، ولكن ما هو سبب إبهام ليلة القدر؟ فإن الحكمة من ذلك أن يجتهد المسلم في طلبها بإحياء كل ليالي رمضان، أو إحياء العشر الأواخر منه فينال ثواب إحياء ليلة القدر، وثواب إحياء ليالٍ أخرى معها، ولكن هل ليلة القدر متنقلة بين ليالي رمضان؟

وهو أن ليلة القدر فى رمضان قطعا، وهى فى العشر الأواخر أرجى، وفي الأوتار منها أرجى، ولذا أمر النبى الكريم صلى الله عليه وسلم بإحياء العشر الأواخر من رمضان، وكان هو صلى الله عليه وسلم يحييها، والناس يجتهدون في ليلة السابع والعشرين من رمضان، ولهم ثواب على كل حال، سواء وافقوا ليلة القدر أم لا، ففي إحياء أي ليلة من رمضان ثواب عظيم، ولكن ما حكم من يسهر طوال ليلة القدر ولا يصلى الفجر؟ فإن هذا حرم نفسه ثوابا عظيما، فإن أداء الفرائض أحب إلى الله تعالى من عمل النوافل، وصلاة الفجر فريضة، وأداؤها مع الجماعة يعدل قيام ليلة كاملة، فكيف يتركها بسبب الحرص على النوافل، ولكن ماذا يستحب أن يقول في ليلة القدر؟ وهو في ليلة القدر يستحب للمسلم أن يقول ما علمه النبى صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله تعالى عنها “اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنى” ولكن ماذا يمكن للحائض أن تفعل في ليلة القدر؟ فإن الحائض إذا اشتغلت بذكر الله تعالى والدعاء إليه سبحانه وتعالى والتضرع.

فقد أحيت ليلة القدر، وكذا لو استمعت إلى القرآن من المذياع أو التلفاز، ولكن هل يجوز للحائض أن تستمع للقرآن من المذياع أو التلفاز؟ نعم يجوز للحائض أن تستمع للقرآن من المذياع أو التلفاز لأن المحرم عليها قراءة القرآن ومسّ المصحف، أما السماع فلا بأس به، بل هو عبادة، ولكن عليها ألا تردد مع القرآن وتسابقه، وأما عن زكاة الفطر، فما حكم صدقة الفطر؟ وهى أن صدقة الفطر واجبة على المسلم عن نفسه وعن كل من تجب عليه نفقته إن وجد مالا فاضلا عن حاجته وحاجة عياله ليلة العيد ويومه، لخبر ابن عمر رضى الله عنهما حيث قال “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان على الناس، صاعا من تمر أو صاعا من شعير، على كل حر أو عبد، ذكر أو أنثى، من المسلمين” رواه البخارى، وتقدر بحوالى اثنين ونصف كيلو جرام من القمح أو الأرز، وأما عن حكم تأخير صدقة الفطر إلى ما بعد يوم العيد؟ فإنه يحرم تأخير صدقة الفطر عن يوم العيد، فإن أخّرها عن يوم العيد عصى وعليه القضاء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى