مقال

رحبعام بن سليمان “جزء 7”

رحبعام بن سليمان “جزء 7”

بقلم / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء السابع مع رحبعام بن سليمان، وبهذا المعنى يكون نبى الله موسى عليه السلام، هو أول القضاة، ثم خلفه في القضاء رؤساء العشائر وشيوخ المدينة، وكان الملك في التاريخ العبراني القديم يُعد من القضاة أيضا، ويحكم معه مجموعـة من القضاة، حيث يكونون مجلسا وعليهم استشارة الأنبياء والكهنة، وقد استمر هذا الوضع حتى التهجير البابلي، ولكن كلمة قاضى لها معنى آخر في تاريخ العبرانيين القدامى، فهي تشير إلى ما يمكن تسميتهم شيوخ القبائل، وهؤلاء أشخاص من الكهنة المحاربين جمعوا بين السلطة الدينية والسلطة الدنيوية، وسيطروا على أمور القبائل العبرانية بعد وفاة يوشع بن نون، وكان عهد الملوك الأول، وقد أسسها طالوت شاؤول وسميت إسرائيل، ولكن الفضل الحقيقي في تأسيس إسرائيل.

 

يعود إلى نبى الله داود عليه السلام، وقتل داوود عليه السلام جالوت وهو شاب فزوجه طالوت ابنته وصار ملكا عليهم وحكم فيهم بشرع الله في توراة نبى الله موسى عليه السلام، وظهرت على يديه المعجزات المتتاليات، وكان منها تسبيح الجبال والطيور معه عندما كان يقرأ كتب المواعظ التي أنزلت عليه المزامير بأعذب صوت عرفه التاريخ، وقد دعم داوود عليه السلام اتحاد القبائل، وحولها إلى مملكة متحدة عاصمتها القدس، ووسع حدود مملكته، وهزم المؤابيين والعمونيين والأدوميين، وقد خلفه ابنه سليمان في حكمها، وبعد وفاة نبى الله سليمان أعلن ابنه رحبعام نفسه ملكا على بني إسرائيل ففاوضوه لتخفيف الأوامر والأحكام التي جاء بها سليمان وعندما رفض رحبعام ذلك تركه غالبية اليهود وبايعوا يربعام بن نباط ولم يبايعه سوى سبطا يهوذا وبنيامين.

 

الذين كانا يقيمان في منطقة أورشليم وما حولها إلى جنوب فلسطين، هكذا انقسمت إسرائيل إلى جزئين، وهو إسرائيل الشمالية تحت رئاسة قبيلة إفرايم، تأسيس مركز ديني مستقل عن القدس في دان وبيت إيل، وكانت المنطقه الشمالية أكثر ثراء وأكثر تعرضا للغزو الأجنبي من المنطقة الجنوبية، ولم يكن لملوكها سياسة خارجية واضحة، وكانت غير مستقرة سياسيا، وقد حكمها تسعة عشر ملكا ينتمون إلى تسع أسر خلال ثلاثة مائة وعشرة أعوام، وقد مات منهم عشرة عن طريق العنف، وبقي في الحكم سبعة ملوك حكم كل منهم أقل من سنتين، وكانت المنطقة الجنوبية تحت رئاسة قبيلة يهودا وهى عاصمتها القدس، وكانت أكثر استقرارا من المنطقة الشمالية، وذلك لصغر حجمها وقلة أهميتها وفقرها وبُعدها عن طرق الجيوش الغازية.

 

وقد ظهر فيها معظم الأنبياء، كما دُون فيها معظم نصوص العهد القديم، وفي هذة الفترة ضاعت التوراة ويعتقد اليهود أنهم عثروا عليها في عهد الملك يوشيا، وقد هاجم شيشنق ملك مصر مملكة يهوذا عام تسعمائة وعشرين قبل الميلاد واحتلها لتصبح منذ ذلك الحين تابعة للدولة المصرية، ثم غزا الأشوريون أرض فلسطين لكن حكمهم لم يدم طويلا إذ انقلب عليهم البابليون من داخل العراق، وحكموا العراق وورثوا عنهم أرض فلسطين وعينوا عليها حاكما يهوديا هو دبيكيا، أو صديقيا كما يذكره المؤرخون العرب، وقد حاول دبيكيا الحاكم اليهودي الانقلاب على حكم البابليين فهاجمه الملك البابلي الشهير نبوخذ نصر الذي اشتهر بلقب بختنصر، وهدم أسوار القدس ومنازل أورشليم وأخذ من بقي من اليهود عبيدا إلى بابل وكانوا قرابة أربعين ألفا.

 

وهو ما يعرف بـالسبي البابلي وهدم القدس وما فيها من معابد وسلب منهم التابوت مرة أخرى وبسبب غزوات الآشوريين والكلدانيين اختفت دولة اليهود في فلسطين بعد أن عاشت أربعة قرون وكانت حافلة بالخلافات والحروب والاضطرابات، وقد خلت فلسطين من اليهود بعد سقوط القدس، وقد عاش اليهود في الأسر خمسين سنة في بابل، حيث قلدوا فيها عادات البابليين وأخذوا عنهم الكثير من شعائرهم وآدابهم واشتركوا في وظائف الدولة تحت رقابة البابليين، وبعد احتلال الفرس لبابل، قد سمح ملكهم كورش وهو سيروس كما يطلق عليه مؤرخي اليهود، لليهود بالعودة إلى فلسطين لكن الغالبية منهم فضلت البقاء في بابل، وقد لاقى اليهود على يد الفرس معاملة حسنة لأنهم كانوا أعداء البابليين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى