مقال

الدكروري يكتب عن ميادين التربية الإسلامية

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن ميادين التربية الإسلامية

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الميدان الثاني من ميادين التربية الإسلامية هو التزكية وذلك من خلال تعديل السلوك الإنساني نحو القيم الإسلامية الصحيحة، وتطهير النفس وإصلاحها، وتوجيهه نحو السلوك المستقيم، لقوله تعالى ” قد أفلح من تزكى” والميدان الثالث وهو تعليم الكتاب وهذا الميدان يترتب على ما سبقه من ميادين، فعندما يتلو الإنسان القرآن ويزكي نفسه يكون مؤهلا لاستقبال التشريعات والأحكام التي جاء بها الإسلام، وفي هذا الميدان يتعلم الفرد العلاقة بينه وبين خالقه، وأثرها في عزته وكرامته، ويدرك المضمون الحقيقي للعبادة من خلال التفقه في دينه، ويمكنه من معرفة الآثار الإيجابية للإيمان، والآثار السلبية للكفر، وتقوم التربية الإسلامية على تحقيق الغرض منها بعدة أساليب، ومنها القدوة الحسنة وهذا الأسلوب يساعد على تربية الفرد وتأسيسه التأسيس الصحيح وخاصة في مرحلة الطفولة.

 

فالطفل يكتسب سلوكه من خلال تقليد غيره، وقد أمر الله تعالى في القرآن الكريم بالاقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام بقوله تعالى ” لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا” ومما يفرض على المُربي هو اختيار الأصحاب الصالحين لأبنائه، فقد شبه النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام الجليس الصالح وجليس السوء بحامل المسك ونافخ الكير، وكذلك فإن هناك الثواب والعقاب وهو من الأساليب التي تناسب طبيعة النفس البشرية بغض النظر عن جنسها، وتساعد على التحكم بسلوك الفرد وتصرفاته؛ لما فيه من بيان النتائج والمآلات للتصرف الذي يصدر عن الشخص، وقد ذكر الله تعالى العديد من الآيات المرتبطة بالثواب والعقاب، كقوله تعالى ” يومئذ يصدر الناس أشتاتا ليروا أعمالهم، فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره”

 

وكذلك التوجيه والنصح، وهو من الأساليب المؤثرة في نفس الفرد لما يرى في الشخص الذي ينصحه من الحرص عليه، ويستعمل هذا الأسلوب بشكل مباشر وغير مباشر، ومن الأمثلة على ذلك القصص والغاية منها هو المعرفة النظرية حيث يعد التعليم النظري من الأساليب القديمة المستخدمة في التربية، وقد بيّن الإسلام فضل العلم والعلماء، وأنه من الطرق الموصلة إلى الله تعالى وخشيته، وأيضا الحوار وهو من أفضل الأساليب التي يمكن استخدامها في التربية لما يتيحه من مجال للأطراف المتحاورة من التعبير عن آرائها، والتقارب بين وجهات نظرها، مما يصل بهم إلى حل المشكلات، وتصحيح المفاهيم، وقد استعمل الله تعالى، هذا الأسلوب في كثير من آيات القرآن، وكذلك النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في سنته، كما أنه يقوي الروابط بين المسلمين، ويعين على التكافل والتعاون بينهم.

 

ويساعد على بناء الثقة والجرأة عند الفرد من خلال إبادئه لرأيه، وينمّي المهارات الفكرية لمخالطته وقربه من أصحاب الخبرات، ويساعد على التغلب على الأمراض المتعلقة بالنفس، ويقوي الروابط بين الأسر بإزالته للشحناء بينهم، وتكمن أهمية التربية الإسلامية في فرضيتها، وفي كونها مرجعا أساسيا لفهم حقيقة الإسلام ومبادئه ومنهجه، وفي أنها تبني الوعي لدى الفرد المسلم بما يهمه من أمور دينه ودنياه من عبادات ومعاملات وأخلاقيات، مما يعود بالنفع على الفرد في الدنيا والآخرة، ويمتاز النظام التربوي الذي جاء به الإسلام بشموليته، لجميع مناحي الحياة، وذلك لأنه يشكل نموذجا متكاملا يرتقي بالإنسان إلى الكمال، بالإضافة إلى مراعاته للاحتياجات والغرائز البشرية التي لا يخلو منها إنسان، ويعمل على تهذيبها وصرفها بالطرق المباحة، وضبطها بضوابط الإسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى