خواطر وأشعار

يأس خلف المدى -(1)

جريدة الاضواء

– يأس خلف المدى -(1)

— بقلم/ أشرف عزالدين محمود

 

-هناك ما وراء ذاك الأفق اختَنقتْ في ضيق المَتاهاتِ ..

كُلُّ الرُّؤى ..ألفَضاءآتُ ضَاقتْ.. واحتَرقتْ ..وتحول الأفق إلى..أنفاس متلاحمة، متلاحقة.. زَفراتِ، شهقات دُخانٍ ..

حتى ضج المكان ضيقا.. ..لم يَعدْ للزورق إبحار في لُجَّةِ المُستحيلِ ..

المَجاديفُ تساقطت .. قَبيلَ الوصول إلى المَرفأَ ولا إنحسارْ لهبوب الاعاصير..

ما وراء ذاك المَدى .. اصابني ملل الإنتِظارُ..ولكني ما زِلتُ أقتَرِفُ الإنتظارْ ..

بدون مَوعدٌ لي فلَن يَعودَ الَّذين ارهقوني،وأتعبوني.. وانتَظرتُ طَويلاً ..طويلا..

.ففَوقَ رصِيف البارحة في عجالة و لَهفةٍ لن يَأتوا غَدا ..

حينَ عبروا بِذاكِرتي

فها هى ظِلالُ..وآثار خُطاهم لا تزال .. تؤنس ..وتُلوِّنُ وتملء بِالدفءِ ليلَ المَكانْ..

ولكن أنا لَم أزلْ عِندَ أسوارِ المَدى..وعند ضَفَّةِ الوَهمِ..كالمخدوع.

الرِّيحُ تئذني.. تدفعني، لَيلةً ..ولَيلةً..

الشِّراعُ يُسافرِ موغلا مبتعدا بَينَ العمق..و الحَنايا .. وفوق جنتي تَهاوتْ ..على عَطشٍ ظامىء جاف دَمعتانْ..

خَلفَ ذاك الأفق تَكسَّرُت متحطمة أجنِحَةُ الأبجديَّةِ ..وَسقطت الاشياء.. من أوجِها..دون اكتراث،و عَبثاً ..

تَتناثَرُ..وتبعثرت كُلُّ حُروف الأبجدية اشتِعالاً .. وهوت احَتراقا عند وقت تَتسلَّلُ فيهِ هبوب الأعاصيرُ ..مِن جميع جهة . وناحية إلى بُرجِها..

تَسرقها الرِّيحُ حين المَساءٍ وحين الصَّباحِ .. تُكابِدُ من ظلمة الَّليلِ ..وما تلبث ان تَلفُظُ أنفاسَها …(وللموضوع بقية)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى