مقال

الدكروري يكتب عن نعمتي السمع والبصر

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن نعمتي السمع والبصر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الله عز وجل سيحاسب الإنسان علي نعمتي السمع والبصر، فإنما خلقت الأذن لك لتسمع بها كلام الله تعالى وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحكمة أوليائه، وتتوصل باستفادة العلم بها إلى المُلك المقيم، والنعيم الدائم في جوار رب العالمين، فإذا أصغيت بها إلى شيء من المكاره صار ما كان لك عليك، وانقلب ما كان سبب فوزك سبب هلاكك، وهذا غاية الخسران، ولا تظن أن الإثم يختص به القائل دون المستمع، ففي الأثر قيل إن المستمع شريك القائل وهو أحد المغتابين، فاحذر أيها المسلم منها، واشتغل بعيبك عن عيب غيرك وفتش عن نفسك هل أنت سالم، فربما تعيب الناس وأنت أكثرهم عيبا، وإن كنت صادقا في قولك، مخلصا في نصحك، فوجدت في أخيك عيبا فإن الواجب عليك أن تتصل به وتناصحه.

 

فقد ورد أن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية أنها كذا وكذا، تعني قصيرة، فقال عليه الصلاة والسلام ” لقد قلت كلمة لو مزجت بما البحر لمزجته” ولقد قال صلى الله عليه وسلم، وهو واقف بعرفة يخطب الناس في خطبة الوداع ” إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يا معشر ممن ءامن بلسانه ولم يدخل الايمان قلبه لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فانه من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته ومن يتبع الله عورته يفضحه في بيته ” رواه ابو داود، ويقول الله عز وجل في سورة الحشر ” يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون ”

 

فتأمل أيها المسلم هذه الأيه التي أشارت إلى تقوى الله فيما مضى من عمرك من أعمال والنظر والمحاسبة فيما قدمت لأخرتك والله خبير بما تعمل في هذه اللحظة، فها هو يزيد الرفاشي كان يحاسب نفسه كل يوم ويتذكر الآخرة ويقول ويحك يا يزيد من ذا يصلي عنك بعد الموت من ذا يصوم عنك بعد الموت من ذا سيتصدق عنك بعد الموت من الموت طالبه من القبر بيته من الدود أنيسة من التراب فراشه من منكر ونكير جليساه، ثم يقول أيها الناس ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم ما تبقى من حياتكم ثم يبكي بكاء شديدا، وها هو تابعي اخر بلغ من العمر ستون سنة فحاسب نفسه وحسب ايام عمره فإذا هي زادت على العشرين الف يوم، فصرخ وقال ياويلتا لو عصيت الله في اليوم بذنب واحد ءالقى ربي بعشرين الف ذنب.

 

فكيف لو كان في اليوم عشرة ذنوب او مائة ذنب ثم خر مغشيا عليه، وقال محمد بن واسع لو كان للذنوب ريح ما قدر احد ان يجالسني، فحاسب نفسك أيها المسلم لتعرف رصيدك من الخير والشر، وحقوق الله هل وفيتها، وحقوق العباد هل اديتها، وما حالك مع الصلاة هل تؤديها بشروطها واركانها، ومتى اخرمرة بكيت من خشية الله فعينان لا تمسهما النار احداها عين بكت من خشية الله، وما حالك مع كتاب الله ولا تكن ممن قال الله تعالى عنهم لسان نبيه كما جاء في سورة الفرقان ” وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ” وما حالك مع النوافل والمستحبات فهي علامة الايمان وطريق محبة الرحمن .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى