القصة والأدب

الدكروري يكتب عن تابعي قاضي وفقيه ومُفسر

الدكروري يكتب عن تابعي قاضي وفقيه ومُفسر

الدكروري يكتب عن تابعي قاضي وفقيه ومُفسر

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير عن الإمام عطاء بن أبي مسلم الخراساني هو تابعي وفقيه ومُفسر، ومجاهد، وهو أحد رواة الحديث النبوي الشريف، وقد وُلد الإمام عطاء بن أبي مسلم الخراساني في بلخ سنة ستون من الهجرة، وكان من الموالي، حيث كان مولى للمهلب بن أبي صفرة، ثم أصبح قاضيا وفقيها لخراسان، وطلب العلم فسافر إلى بلاد الشام، وسكن دمشق والقدس، واشتهر بالعبادة والفتوى والخروج في المعارك، وهو عطاء بن أبي مسلم الخراساني، وكنيته أبو أيوب، ويقال أبو عثمان، ويقال أبو محمد، ويقال أبو صالح، البلخي، واسم أبيه أبو مسلم عبد الله، وقيل ميسرة، وكان مولى المهلب بن أبي صفرة الأزدي، وقد نشأ في أول حياته بخراسان، وطلب العلم بها واشتهر أمره.

 

وتولى قضاء خراسان، وسافر إلى الشام، ومر على العراق، وسكن دمشق والقدس وذلك في خلافة عبد الملك بن مروان، وكان ثقة معروفا بالفتوى والجهاد ومن العُبّاد، وكان يأكل من صلة الإخوان، وجوائز السلطان، وقال ابن حبان عنه أن أصله من بلخ، وعداده في البصريين، وإنما قيل له الخراساني، لأنه دخل إلى خراسان، وأقام، ثم رجع إلى العراق، وكان من خيار عباد الله، غير أنه كان رديء الحفظ، كثير الوهم، فلما كثر ذلك في روايته، بطل الاحتجاح به، وقال ابنه عثمان بن عطاء عنه أنه كان يجلس أبي مع المساكين، فيُعلمهم ويُحدثهم، وذهب إلى المدينة المنورة وطلب التفسير على يد زيد بن أسلم، وله اهتمام بتفسير القرآن وعلومه، وله العديد من المرويات التي دُوّنت في كتب التفسير وعلوم القرآن.

 

وصُنفت مؤلفات تجمع أقواله في هذا المجال، حيث نسب إليه مصنفات مثل التفسير والناسخ والمنسوخ في كتاب الله، وتنزيل القرآن، وكان يُكثر الرواية في التفسير، عن عبد الله بن عباس إرسالا، وروى الحديث وروى عنه عدد كبير من تابعي التابعين، وحديثه في صحيح مسلم والسنن الأربعة، وانتقل الإمام عطاء بن أبي مسلم الخراساني من خراسان لطلب العلم، فيقول لما هممت بالنقلة عن خراسان، شاورت من بها من أهل العلم أين يرون أن أنزل بعيالي، وكلهم كانوا يقولون لي عليك بالشام، فخرج قاصدا الشام، فمر بالعراق والبصرة، وسمع من أهلها، ثم رحل إلى دمشق، واستقر بالقدس، والتقى بمكحول الهذلي، ثم ارتحل مرة إلى المدينة المنورة في خلافة الوليد بن عبد الملك.

 

وطلب التفسير على يد زيد بن أسلم، قال قدمت المدينة وقد فاتني عامة صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم وذهب إلى الحج، وصلى خلف عمر بن عبد العزيز وروى عنه تكبيره يوم النحر، ورحل إلى أريحا التي توفى بها، وقد ذكر عبد الرحمن بن زيد بن أسلم وعبد الرحمن بن أبي ليلى، أنه كان فقيه خراسان، فقال لما مات العبادلة عبد الله بن عباس وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص، صار الفقه في جميع البلدان إلى الموالي فقيه مكة عطاء، وفقيه اليمن طاوس، وفقيه اليمامة يحيى بن أبي كثير، وفقيه البصرة الحسن، وفقيه الكوفة إبراهيم النخعي، وفقيه الشام مكحول، وفقيه خراسان عطاء الخراساني، إلا المدينة فإن الله تعالى خصها بقرشي فقيه غير مدافع هو سعيد بن المسيب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى