مقال

الغيرة أخص صفات الرجل الشهم

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن الغيرة أخص صفات الرجل الشهم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاثنين الموافق 8 يناير 2024

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله الذي أقض للمشركين المضاجع، ولد يتيما فقيرا فزهدت فيه المراضع، وشب عفيفا كريما وأترابه في اللهو لهم مراتع، رعى الأغنام صغيرا، وعمل في التجارة أجيرا، وظهر من بركته البدائع، سجد للأصنام قومه، والحق في صدره لما يعبدون منازع، فامتلأ حراء بتأمل منه وتحنث للحق ضارع، وفاجأه الأمين فيه بقوله “اقرأ” فإنك بالحق صادع، فعاد يرجف من الخوف فؤاده، هل يبقى في القوم موادع، والله لن يخزيك الله أبدا فأنت في الخيرات بارع، صادق وأمين، وواصل ورحيم، وللمعروف زارع، وضمته الحبيبة لصدرها فكان حنانها الدواء الناجع، وعاونته على أمر المليك برفقها مع الصدّيق والفاروق له خير طائع.

وحاصره الأراذل في الظلام مسالما من كل قبيلة صارم في يد فارع، فنام أبو الحسنين مكانه رمزا للفداء من صغير يافع، وخرج المعصوم على الأعادي مكبرا يحثو التراب على الرؤوس بلا ممانع، وأشرقت شموس الأصحاب على الورى فهوى المشركون إلى المصارع، وأضاءت الدنيا بنور الحقيقة وأمن الخلائق بعدل الشارع، فطوبى لمن تبع سبيله وهُداه فهو الطريق إلى النعيم الواسع، وطوبى لنا بمن بُعث للعالمين رحمة وهو في الآخرة خير شافع، فاللهم صلي وسلم وبارك عليه ما دام للنجوم مغارب ومطالع، اجعل صلاتنا عليه وديعة يا من لا تضيع عنده الودائع، ثم أما بعد روي عن فضيل بن عياض قال ” رأى مالك بن دينار رجلا يسيء صلاته، فقال ما أرحمني بعياله، فقيل له يا أبا يحيى يسيء هذا صلاته وترحم عياله؟

قال إنه كبيرهم ومنه يتعلمون، ومن المصيبة أيضا ومن النقص العظيم أن يُنزل الرجل نفسه في غير منزلتها اللائقة بها، فإن الله تعالى جعل الرجال قوامين على النساء، ومن شأنه أن يكون مطاعا لا مطيعا، متبوعا لا تابعا، وما المرء إلا حيث يجعل نفسه فإن شاء أعلاها وإن شاء سفلا، وقد استشرى داء تسلط المرأة وطغيانها في أوساطنا بسبب التقليد تارة، وبسبب ضعف شخصية الزوج أو التدليل الزائد تارة أخرى، وهو من أخطر الأمور وأكثرها إيذاء، فالكلمة الأولى والأخيرة بيد المرأة، والزوج مجرد منفذ لهذه الأوامر، ومن أجل ذلك تجد في صفات بعض المسلمين اليوم الميوعة والضعف والانهزامية واللامبالاة، وأما عن الحق الرابع وهو أن يغار عليها في دينها وعرضها، وإن الغيرة أخص صفات الرجل الشهم الكريم.

وإن تمكنها منه يدل دلالة فعلية على رسوخه في مقام الرجولة الحقة والشريفة، وليست الغيرة تعني سوء الظن بالمرأة والتفتيش عنها وراء كل جريمة دون ريبة، فعن جابر بن عتيك قال، قال رسول الله “إن من الغيرة غيره يبغضها الله وهي غيرة الرجل على أهله من غير ريبة” رواه أحمد وأبو داود، وقد نظم الإسلام أمر الغيرة بمنهج قويم وهو أن يأمرها بالحجاب حين الخروج من البيت، وأن تغض بصرها عن الرجال الأجانب، وألا تبدي زينتها إلا للزوج أو المحارم، وألا تخالط الرجال الأجانب ولو أذن بذلك زوجها، وأن لا يعرضها للفتنة كأن يطيل غيابه عنها، أو يشتري لها تسجيلات الخنا والفحش، وكما أن الحق الخامس وهو من أعظم حقوقها وهو المعاشرة بالمعروف، والمعاشرة بالمعروف تكون بحسن الخلق معها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى