مقال

يا بنى آدم لا يفتتنكم الشيطان

جريدة الاضواء

الدكروري يكتب عن يا بنى آدم لا يفتتنكم الشيطان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 29 مارس 2024

الحمد لله خلق الخلق فأتقن وأحكم، وفضّل بني آدم على كثير ممن خلق وكرّم، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، يليق بجلاله الأعظم، وأشكره وأثني عليه على ما تفضل وأنعم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأعز الأكرم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالشرع المطهر والدين الأقوم، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إننا نرى فى الإسلام أحكاما كثيرة جدا متعلقة بالمرأة، وأحكاما كثيرة جدا أخري متعلقة بكسب المال، فإن هناك منطقتان خطيرتان يؤخذ منهما الإنسان، المرأة والمال، والمؤمن الصادق يحصن نفسه من هذين اللغمين الذين ربما أوديا به فعن أبى هريرة رضى الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “استوصوا بالنساء خيرا” رواه البخارى ومسلم.

وعن اسامه بن زيد رضى الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء” رواه الترمذي وابن ماجه، ولذلك سماها رسول الله صلى الله عليه وسلم” حبائل الشيطان ” وإن المال أيضا يعتبر مادة الشهوات، فلذلك المؤمن يحصن نفسه من هذين الخطرين الشديدين، المرأة والمال، وإن للثياب وظيفتان وهما الستر و التزين، وإن قول الله عز و جل فى سورة الأعراف ” يا بنى آدم لا يفتتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما” وقوله عز و جل فى سورة الأعراف ” يا بنى آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا” ويوضح الله عز و جل فى هاتين الآيتين أن للثياب وظيفتين، وظيفة الستر ووظيفة التزين، فإذا انتقى الإنسان لونا جيدا لا مانع من ذلك، وإذا ارتدى ألوانا متناسبة لا مانع أيضا.

وإن اختار ألوانا هادئة لا مانع أيضا، فضلا عن أن هذا الثوب يستر عورته، فإذا اجتهد في حسن اختيار اللون فهذا شيء غير محرم، فإنه يحقق هدف الزينة، فقد روى عن النبى صلى الله عليه وسلم عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده أن أحد أصحابه سأله، قلت يا رسول الله عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال “احفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك” قلت فإذا كان القوم بعضهم في بعض، قال “إن استطعت ألا يراها أحد فلا يرينها” قلت فإذا كان أحدنا خاليا، قال “فالله أحق أن يستحيا منه” رواه أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه، وكذلك فإن التستر جزء من الدين، والفسق والمعصية تميلان إلى التعرى، وإذا بلغ الفجور أقصى حده تنشأ نوادى العُراة حيث يكون الإنسان فيها كالبهيمة، فإنها قضية ذوقية، فالإنسان جميل بالثياب، وبشع بلا ثياب.

ولكن الأذواق سقطت فى وحُول الشهوات، حتى المرأة جمالها، في حشمتها، وفي ثيابها السابغة، فإذا تبذلت سقطت من عين الناس، وعن عطاء بن يسار قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فدخل رجل ثائر الرأس واللحية، فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده أن اخرج، كأنه يعنى إصلاح شعر رأسه ولحيته، ففعل الرجل، ثم رجع، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم” أليس هذا خيرا من أن يأتى أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان؟ ” وكأنه الآن يوجد اتجاه للشعر الثائر والمبعثر وهى أحدث صرعة في تصفيف الشعر فالأذواق هبطت، والأذواق الثابتة أصبحت ساقطة، فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين إنك أنت الغفور الرحيم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى